تيار أساسي في المحيط الأطلسي يوشك على الإنهيار

02 : 00

في السنة الماضية، افترضت دراسة مقلقة أن واحداً من أهم تيارات المحيطات على سطح الأرض يتجه إلى الانهيار. تدعم بيانات جديدة هذه الفرضية للأسف.

يحذر المشرفون على أحدث دراسة من تأثير تغيرات الحرارة ومستوى البحار والأمطار على المجتمع، ولا يمكن وقف التحولات المناخية الحاصلة برأيهم وفق المقاييس الزمنية البشرية.

إنه احتمال مرعب، لكن قد تسمح هذه اللمحة المسبقة عن المستقبل للعالم بالاستعداد، ولو جزئياً، للتحولات المرتقبة.

«دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» هو نظام واسع من تيارات المحيطات يُستعمَل لنقل المياه المالحة والدافئة باتجاه الشمال. تبرد هذه المياه خلال رحلتها نحو الشمال، ما يجعلها أكثر كثافة. وحين تغرق المياه الباردة، تندفع المياه المشتقة من محيطات أخرى لملء تلك المساحة، ما يعني عودة النظام الدوري نحو الجنوب مجدداً. بدأ هذا النظام يتباطأ بدرجة ملحوظة منذ منتصف القرن العشرين. في ظل زيادة مساهمات المياه العذبة المشتقة من الأنهار الجليدية الذائبة والأمطار المتزايدة، تتراجع كميات الملح في المياه وتصبح المياه المالحة أقل كثافة، ما يؤدي إلى اضطراب عملية الغرق وإضعاف الدورة الفيزيائية كلها.

من خلال نمذجة أنظمة المحيطات الآن، اكتشف الباحثون طريقة لرصد الحالات التي تصبح فيها «نقطة التحول» المحورية في نظام «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» قريبة: سيتباطأ تراجع الملوحة في أقصى الحدود الجنوبية للمحيط الأطلسي.

يستكشف النموذج الجديد نقطة التحول التي تسببها المياه العذبة بدل توقّع توقيتها. لكن تكشف البيانات المستجدة أن نظام «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» يكون حساساً تجاه التغيرات أكثر مما تشير إليه معظم النماذج المناخية.

يؤثر هذا النظام على معظم مناخ الأرض، لذا يُعتبر من أبرز العناصر التي تثير قلق الباحثين في النظام المناخي للأرض. ينهار نظام «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» بشكلٍ دوري على مر مليون سنة. واستناداً إلى الحالات المسجّلة سابقاً، نعرف أن القطب الشمالي يُفترض أن يتمدد جنوباً خلال هذه المرحلة، ما يؤدي إلى تراجع درجات الحرارة في شمال غرب أوروبا بمعدل يصل إلى 15 درجة مئوية، وبالتالي تعطيل الرياح الموسمية الاستوائية وتسخين نصف الأرض الجنوبي بدرجة إضافية. لا مفر من أن تؤثر سلسلة التفاعلات اللاحقة على الأنظمة البيئية كلها والأمن الغذائي العالمي.

MISS 3