مدينة ضائعة في عمق المحيط

02 : 00

ظهرت مساحة خشنة من الأبراج انطلاقاً من نقطة مظلمة بالقرب من قمة جبل تحت المياه، في غرب حيد وسط المحيط الأطلسي. تبدو جدرانها الكربونية وأعمدتها الناعمة زرقاء فاتحة تحت ضوء مركبة عاملة عن بُعد ومكلّفة باستكشاف المكان. يصل طولها إلى 60 متراً... إنها «المدينة الضائعة».

اكتشف العلماء الحقل الحراري المائي لـ»المدينة الضائعة» في 2000، على عمق أكثر من 700 متر تحت سطح المياه، وقد تشكّل هذه المساحة أقدم بيئة مليئة بالفتحات في المحيط. إنه اكتشاف غير مسبوق. على عكس الفتحات البركانية المعروفة باسم «فوهات الدخان الأسود» تحت المياه، لا يتكل النظام البيئي في «المدينة الضائعة» على حرارة الصهارة. وتنتج معظم فوهات الدخان الأسود معادن غنية بالحديد والكبريت، بينما تنتج مداخن «المدينة الضائعة» كمية أكبر بمئة مرة من الهيدروجين والميثان. كذلك، تكون فتحات الكالسيت فيها أكبر بكثير من فوهات الدخان الأسود، ما يعني أنها بقيت ناشطة لفترة أطول.

ويحذر العلماء من احتمال أن تنتج عمليات التنقيب مسارات أو تفريغات يسهل أن تطغى على ذلك الموقع اللافت. لهذا السبب، يدعو بعض الخبراء إلى وضع «المدينة الضائعة» على قائمة التراث العالمي لحماية هذه المساحة الطبيعية المدهشة قبل فوات الأوان. طوال عشرات آلاف السنين، صمدت هذه المدينة رغم كل شيء كي تشهد لقوة الحياة الدائمة. لكن ليس مستغرباً أن يتدخل البشر مجدداً لإفساد هذا النوع من المواقع.


MISS 3