بالتزامن مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن

الإتحاد الأوروبي يُطلق "أسبيدس" في البحر الأحمر

02 : 00

خلال تظاهرة حوثية في صنعاء الجمعة الفائت (أ ف ب)

تزامناً مع تعرّض سفن غربية لهجمات جديدة في منطقة البحر الأحمر، أطلق الاتحاد الأوروبي رسميّاً أمس مهمّة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممرّ المائي الاستراتيجي، أُطلق عليها اسم «أسبيدس» التي تعني «الدرع» باليونانية، خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إطلاق المهمّة الأوروبّية، واصفاً إيّاها بأنها «خطوة مهمّة في اتجاه دفاع أوروبي مشترك».

في السياق، شدّدت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين على أن «أوروبا ستضمن حرّية الملاحة في البحر الأحمر عبر العمل مع شركائنا الدوليين». وحتى الآن، أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا نيّتها المشاركة بالسفن التي تطلبها المهمّة التي أكد الاتحاد أنها محدّدة لمدّة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر ولن تنفذ أي هجمات «على الأراضي اليمنية». وفي التفاصيل، تتضمّن المهمة البحرية إرسال سفن حربية أوروبّية وأنظمة إنذار مبكر محمولة جواً إلى البحر الأحمر وخليج عدن والمياه المحيطة. وسيكون لدى سفن المهمّة أوامر بإطلاق النار على المسلّحين فى حال تعرّضها للهجوم أوّلاً، ولن يُسمح لها بإطلاق النار في شكل استباقي. ومن المقرّر أن تكون قيادة العمليات في مدينة لاريسا اليونانية.

بالتوازي، أفادت شركة «أمبري» التابعة للبحرية البريطانية أن «ناقلة بضائع مملوكة أميركيّاً وترفع علم اليونان طلبت مساعدة عسكرية»، مشيرةً إلى أنها «تعرّضت لهجوم صاروخي» شرق عدن. وبعد ساعتين، أشارت إلى أن السفينة نفسها أبلغت «سقوط مقذوف في المياه على بُعد 10 إلى 15 متراً من جانبها الأيمن»، فيما كشفت وكالة «يو كاي أم تي أو» البريطانية أن «السفينة والطاقم بخير».

وكان ذلك الهجوم الثاني على سفينة في منطقة البحر الأحمر في أقلّ من 24 ساعة، إذ أعلن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران صباح أمس أنهم أصابوا «سفينةً بريطانيةً في خليج عدن إصابة بالغة بعدد من الصواريخ البحرية»، بينما كانت «أمبري» قد أشارت إلى تعرّض «سفينة الشحن التي ترفع علم بليز والمسجّلة في المملكة المتحدة «رابي بار» التي تشغّلها جهة لبنانية، لهجوم» في مضيق باب المندب، مشيرةً إلى أن «الطاقم غادر السفينة وأنقذته سفينة تجارية أخرى»، فيما نقلت وكالة «شينخوا» عن مسؤول في مصلحة خفر السواحل الحكومية اليمنية قوله إن السفينة تعرّضت للغرق. ومساء، تحدّث الحوثيون عن استهداف السفينتَين الأميركيّتَين «سي تشامبيون» و»نافيس فورتونا» في خليج عدن.

وفي ظلّ المخاوف من أن يؤدّي غرق إحدى السفن إلى كارثة بيئية، حذّرت السفارة الأميركية في اليمن من أن «الهجمات الحوثية المتهوّرة على السفن وناقلات النفط يُمكن أن تسبّب كارثة بيئية في اليمن»، بعدما اجتمع العالم لإنقاذ الناقلة النفطية «صافر»، مشدّدةً على أنه «يجب على الحوثيين التوقف عن تعريض سُبل عيش اليمنيين للخطر»، فيما ادّعى الحوثيون أنهم أسقطوا مسيّرة أميركية في الحُديدة غرب اليمن، «أثناء قيامها بمهام عدائية ضدّ بلدنا لصالح الكيان الصهيوني»، إلّا أن واشنطن لم تؤكد الأمر.

وفي هذا الإطار، جدّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الربط بين ما يحدث في البحر الأحمر بما يحدث في قطاع غزة، مشيراً إلى أن طهران تجري مشاورات لوقف الهجمات الأميركية - البريطانية على المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن، واصفاً الهجمات بـ»العدوانية والتعسّفية»، تسعى واشنطن ولندن وراءها إلى «زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن وتوسّع الحرب من الأراضي الفلسطينية إلى النقاط الأخرى».

إلى ذلك، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر مصر الدولي للبترول في القاهرة أمس، تراجع عائدات قناة السويس التي كانت تُقدّر بـ10 مليارات دولار سنويّاً تقريباً، بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة، بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثيين، مشيراً إلى تأثر الاقتصاد المصري أوّلاً بـ»أزمة «كورونا» ثمّ الأزمة الروسية - الأوكرانية، والآن ما يحدث على حدودنا المختلفة مع ليبيا والسودان وقطاع غزة».

MISS 3