في 21 كانون الثاني 2024، اخترق كويكب 2024 BX1، الذي يصل حجمه إلى متر واحد، غلاف الأرض الجوي وانفجر فوق مدينة برلين في الساعة الثانية عشرة و33 دقيقة بعد منتصف الليل بالتوقيت العالمي.
كان هذا الجسم كويكباً قريباً من الأرض قبل وصوله إلى كوكبنا، ويشير مداره إلى انه جزء من مجموعة «أبولو».
منذ ذلك الحين، حدّد العلماء موقع تلك الأجزاء وصنّفوها كنوع نادر من الكويكبات المعروفة باسم «أوبريت».
اكتشف العلماء أجزاءً من الكويكب في حقول تقع في جنوب بلدة «ريبيك»، على بُعد 50 كيلومتراً غرب برلين.
كان العثور على تلك الأجزاء بالغ الصعوبة بسبب مظهر «أوبريت» الغريب، إذ تشبه هذه الكويكبات عن بُعد صخوراً بجميع الأشكال التي يمكن توقّعها لكنها مختلفة جداً عند التدقيق بها عن قرب.
لم يتمكن العلماء في البداية من رصد النيازك رغم الوجهات المدهشة التي حددها علماء الفلك المتخصصون بالنيازك من المعهد الفلكي التابع للأكاديمية التشيكية للعلوم، فقد احتسب هؤلاء كيف تنفخ الرياح القوية النيزك وتوقّعوا أن تكون هذه الأجسام عبارة عن نيازك نادرة وغنية بأحجار الإنستاتيت، استناداً إلى الضوء الذي تبثه كرة النار. لم يرصد العلماء النيازك إلا بعدما تنبّه فريق بولندي إلى أول اكتشاف من هذا النوع وحدّد المكان الذي يُفترض أن يخضع للاستكشاف.
في الأسبوع الماضي، أعلن علماء من متحف العلوم الطبيعية في ألمانيا رسمياً أنهم أجروا أول التحليلات لواحد من أجزاء النيزك.
أشرف الدكتور أنسغار غريشيك، رئيس قسم العلوم لجمع النيازك في متحف العلوم الطبيعية، على هذه العملية التي استعملت مسبار شعاع الإلكترون لتحليل نوعية المعادن في تلك الأجزاء وتحديد تركيبتها الكيماوية.
تكشف النتائج التي توصلوا إليها أن تلك الأجزاء تتماشى مع نيازك الكوندريت من نوع «أوبريت»، وقد حصلت عليها لجنة التسميات الدولية لجمعية الأرصاد الجوية في 2 شباط 2024 للتحقق منها.
في النهاية، يستنتج غريشيك: «استناداً إلى هذه الأدلة، تمكّنا من تصنيف تلك الأجسام بسرعة نسبياً. تشدد هذه التجربة على أهمية تصنيف المجموعات في مجال الأبحاث. حتى الآن، نملك مواد من 11 صنفاً آخر من مجموعات النيازك في العالم».
