جنى جبّور

مشروع التوعية والتلقيح ينطلق...

د. فيصل القاق: نسعى للتخلّص من سرطان عنق الرحم

22 شباط 2024

02 : 02

(من اليمين) نبيل منصور، د. سمر نور الدين، د. أنور نصار، د. ماريان مجدلاني، د. فضلو خوري، د. فيصل القاق، د. فراس الابيض، د. كرم كرم، د. سهى كنجي شرارة، د. ريمون صواية، هشام بوادي

«لا يجوز أن تخسر أي سيّدة حياتها بسبب سرطان عنق الرحم». شعار يحمله على عاتقه الإختصاصي بالأمراض النسائية والتوليد والصحة الجنسية ومدير برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للنساء في «المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتور فيصل القاق، مكثفاً جهوده في وضع استراتيجيات تساعد في التخلص من هذا السرطان نهائياً، لحماية نساء مجتمعنا. ولعلّ أحدثها مشروع التوعية والتلقيح 2024-2027 الذي أطلق قبل أيام في الجامعة بحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض. عن المشروع وتفاصيل سرطان عنق الرحم تحدث د. القاق لـ»نداء الوطن».



ماذا يتضمّن مشروع التوعية والتلقيح؟

سبق أن نظّمنا ضمن برنامج الصحة الجنسية المتكاملة للنساء WISH، خلال الشهر العالمي لسرطان عنق الرحم (كانون الثاني)، نشاطات تهدف الى رفع التوعية حوله. ورأينا أنه من الضروري تناول هذا الموضوع بشكل دقيق ومركّز، من هنا قرّر «المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت» بالتعاون مع WISH، إطلاق مشروع التوعية والتلقيح ضد سرطان عنق الرحم، الذي يمتدّ على 3 سنوات (2024-2027)، ويتضمن سلسلة نشاطات منها ثقافية وعيادية وطلابية... ويواكب مشروعنا الاستراتيجية الدولية لمنظمة الصحة العالمية التي وضعت ضمن أولوياتها هدف إزالة هذا النوع من السرطان بشكل كامل من خلال اللقاح المخصص له وبرنامج التقصي الدوري.

من يستهدف؟

يستهدف الطلاب وعائلاتهم والمرضى والعاملين في الجامعة الأميركية في بيروت. نحاول أن يكون برنامجنا نموذجيّاً، تستفيد منه المؤسسات على أنواعها لتضع في صلب أولوياتها سلامة مواردها البشرية والعاملين فيها.

إذاً يستهدف مشروعكم محيط الجامعة الأميركية، هل من خطة يمكن أن تشمل البلد ككل؟

الجهد يجب أن يكون مشتركاً بين الجميع لتعزيز ثقافة الوقاية في لبنان، بدءاً بمقدم الرعاية الصحية، مروراً بالمجتمع وصولاً الى الوزارة المعنية. ويوجد تجارب مختلفة في بلدان عدّة يمكن الاستفادة منها، كأستراليا التي تسعى للتخلص نهائياً من سرطان عنق الرحم في 2060 من خلال الالتزام التام بموضوعي الوقاية والتقصي. كذلك، في دول الخليج التي أدخلت اللقاح ضمن الروزنامة الوطنية للقاحات.

بشكل مختصر، يجب أن نعتمد في لبنان على «خلطة» من هذه النماذج أو غيرها للاستفادة من خبرات الدول. مع الإشارة، الى أنه تمّ إجراء أكثر من 12 ألف فحص تقصٍّ خلال إشرافي على الحملة الوطنية لفحص عنق الرحم في 2012.

هل ثقافة التقصّي منتشرة في لبنان؟

جهود كثيرة تصبّ في هذا الإطار من قبل بعض الجامعات والقطاعات الأخرى، لكننا نسعى الى توسيع مروحة هذه النشاطات لرفع نسبة المواظبة على الفحوصات اللازمة التي لا تتعدّى الـ25 الى 35 في المئة (أرقام غير رسمية)، في حين يجب أن تلامس الـ80 الى 90 في المئة لمنع وفاة السيدات والتخلّص من هذا السرطان على حد سواء.




د. فيصل القاق



بعد سرطان الثدي، يُعدّ سرطان عنق الرحم ثاني أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء، ما أسبابه؟

ينتج عن انتقال فيروس الورم الحليمي البشري الـHPV. يتفرّع من هذه العائلة الفيروسية أنواع أو فئات مختلفة، منها يسبب الثآليل التي تزيد خطر الإصابة ومنها الآخر السرطان في حال بقي الفيروس نشطاً مسبباً التغيّرات في الخلايا الموجودة في الأعضاء التناسلية وتحديداً عنق الرحم (من حميدة الى سرطانية) في مدّة تتراوح ما بين الـ5 الى 10 سنوات. من هنا أهمية التقصّي لمنع هذا التحوّل.

من هنّ الأكثر عرضة؟

المدخّنات، النساء ذوات الولادات المتعدّدة، الناشطات بعلاقات جنسية غير محمية مع حاملي الفيروس، المهملات لفحوصات التقصّي.

ما هي عوارض الإصابة؟

نزيف غير متوقّع بلا أسباب واضحة، نزيف بعد المجامعة، إفرازات مهبلية رائحتها كريهة. كلّها إشارات تشكّل جرس إنذار للنساء.






شدّدت خلال حديثك على أهميّة التقصّي. ما هي الفحوصات المطروحة في هذا الإطار؟

المسح المهبلي وفحص فيروس الـHPV الذي يحدّد لنا نوعه في حال وجد. دَمْجُ الفحصين مع بعضهما البعض يقدّم لنا فكرة واضحة حول وضع السيدة الحالي والمخاطر المستقبلية المتوقعة وطريقة متابعة فحوصات التقصي وتواترها لمنع أي إصابة. بحسب البروتوكول، يجب الالتزام بهذه الفحوصات بشكل روتيني من عمر الـ21 سنة، على أن يتبدل بعد عمر الـ30.

فكرة توجه الفتيات في عمر الـ21 الى الطبيب النسائي، غير مألوفة في لبنان. فكيف نحميهن؟

للأسف، هذا صحيح إذ يربط البعض توجه السيدة الى الطبيب النسائي بعد الزواج والحمل. هذه الفكرة يجب أن تتطور، فالمرأة تواجه اضطرابات صحية خارج الحمل والزواج. ويجب أن نحترم قراراتهنّ وسلوكياتهنّ الحرةّ وتقديم المشورة الطبية لهنّ التي تحمي صحتهنّ.

نصل الى اللقاح، كيف يعمل ومتى يجب الحصول اليه؟

يخلق مثل جدار مانع يرفع المناعة ويعزّزها في الأعضاء التناسلية معيقاً الإصابة بالـ HPV. مع التشديد على أنّ الإصابة بالفيروس لا تمنح مناعة طبيعية ضدّه، وبالتالي يمكن الإصابة بنفس الفيروس أكثر من مرّة.

بحسب التوصيات الدولية، إنّ العمر المثالي للتطعيم هو بين عمر 9 و11، الّا أننا في لبنان نبدأ في عمر الـ11 -12 عاماً حتّى 15، حيث تحصل الفتاة على جرعتين منه في فترة 6 أشهر. أمّا إذا أخذ بين الـ15 و26، فيجب الحصول على 3 جرعات في فترة الـ6 أشهر. كما يحق لمن هنّ بين الـ26 و45 الحصول عليه بعد التشاور مع مقدم الرعاية الصحية وتقييم الحاجة اليه.

كذلك على الرجال، الحصول على اللقاح، لانه كما قلنا، ينتقل الفيروس من خلال العلاقات الجنسية غير المحميّة.

ما العوائق التي تقف في وجه تلقّي اللقاح في مجتمعنا؟

3 أسباب تعرقل التطعيم؛ الأول يرتبط بسعر اللقاح المرتفع نسبياً ونسعى من خلال حملتنا إلى تخفيضه بالتعاون مع الشركات المصنعة له. الثاني، الخوف منه رغم أنّ أكثر من 160 مليون جرعة قد أعطيت في العالم، برهنت جميعها أنها فعالة وآمنة ولا تؤثر على خصوبة المرأة أو صحتها الإنجابية أو الجنسية. أمّا الثالث، فارتباط فكرة الإصابة بالأمراض المنتقلة عبر الجنس غير المحمي يمنع البعض من التطعيم. وهنا أشدّد على أنّ اللقاح يحمي من سرطان عنق الرحم فحسب، وربطه بالعلاقة الجنسية أمر غير علمي.

هل من نصيحة طبية تقدّمها لقارئنا في هذا الإطار؟

لا يجوز أن تخسر المرأة حياتها بسرطان عنق الرحم. ويجب أن يستثمر كل فرد فينا في الوقاية القائمة على معرفة تاريخه الطبي وبرنامج التقصّي الخاص به، لتعزيز صحته وحماية أحبائه من همّ المرض، والتوفير على ميزانيته وميزانية الدولة.







MISS 3