أمسية مميزة مفعمة بالحياة والألحان، أحياها الفنّان ألف أبي سعد في "كازينو لبنان" تحت عنوان Dance of Sands أو "رقصة الرمال".
افتُتح العرض مع معزوفة من الموسيقى الأفريقيّة، اعتمد مقدّمها على تفاعل الجمهور معه وعرّف من خلالها سريعاً عن ألف، الذي دخل عازفاً على الطبول قبل الانتقال إلى البيانو وسط حماسة كبيرة من الجمهور. وألقى كلمة مقتضبة، شكر فيها الموجودين متمنياً أن تمحو هذه الأمسية القلق السائد.
خلال ساعة من الوقت، أدّى ألف مع فرقته أغاني وألحاناً سحرت الجمهور وحملتهم إلى دفء البلاد الشرقيّة. وفيما تقود عادةً الآلات الإيقاعيّة الفرقة، شعرنا بأنّ البيانو الأسود الكبير يدير ليس باقي الآلات فحسب، بل دقات قلوبنا وتصفيق أيادينا أيضاً.
ورغم أنّ البيانو يعدّ آلة غربيّة، اندمجت الأصوات لتكوّن مزيجاً من الشرقي والغربي مع لمسات خاصّة لبنانيّة ومغربيّة وجزائريّة ومصريّة. وفيما استقبلت عشرات المسارح العالميّة الفنّان، وأبرزها "الأولمبيا" في باريس، اختار ألف أن يخصّ لبنان بهذه الحفلة، التي ستكون باكورة لجولة Dance of Sands في العالم. وفي حديثه لـ"نداء الوطن"، أشار إلى أنّه بعدما عاد من حفلاته في كندا وأوروبا، سُئل كثيراً: "ليش مش بلبنان؟". وفي حين أنّ الأمور مسهّلة أكثر في الخارج، قرّر في ظلّ الحركة الفنّيّة الخجولة إقامة هذا العرض في بيروت. "فالجمهور اللبناني متعطّش لموسيقى جميلة، في وقت نعيش فيه في قلق دائم"، على حدّ قوله.
وعن رقصة الرمال أوضح أنها أحدث موسيقى له، وهي مزيج من الموسيقى الشرقيّة والغربية، وجزء من ألبوم يضمّ ألحاناً شبيهة"، مضيفاً: "هذه الموسيقى تمثّل جذوري. فأنا ابن إهمج في قضاء جبيل، وأبرز ما أذكره من طفولتي هو السهرات واللقاءات الحافلة بالموسيقى والضحك. بالنسبة الي، Dance of Sands تشبه هذه الأجواء بألحانها "الرقيصة"، لكن بطريقة مستحدثة".
أسس ألف شركته الخاصة للفنّ والترفيه باسم "8e art". وفي هذا السياق، يقول إن "لبنان له حصّة دائمة في نشاطات "8e Art"، وهي بمثابة مطبخ نحضر فيه أجمل الفنون، وننطلق فيها من لبنان إلى العالم".
ومن المشاريع التي تعمل عليها الشركة، "Aznavour بالعربي"، حيث تقدّم نسخة شرقية عن بعض أعمال الفنان الفرنسي الشهير شارل أزنافور، مع المحافظة على طابعها العالمي. ويؤكّد ألف أنّ "الشركة الآن في مرحلة تسجيل الألبوم الجديد واختيار أفضل الأصوات لأداء الأغاني، وصدوره الى العالمية مرتقب في أيلول المقبل، ومن أبرز محطاته كندا وباريس، إضافةً إلى الدول العربية الفرانكوفونيّة".
