نوال نصر

سليم بك كرم: آل فرنجية مافيا وآل معوض غير واضحين وميقاتي نصب عليّ

لا أسكت عن الغلط (تصوير فضل عيتاني)

يا ما مرّ على الجمهورية اللبنانية من أسماء. سليم بك كرم، هل تتذكرونه؟ هو ابن زغرتا الذي «لا يلف ولا يدور» حين يتكلم، وقليلة جداً هي المرات التي تكلّم بها. وزير سابق ونائب سابق وسليل بيت يوسف بك كرم، البطل التاريخي الذي هو على طريق التطويب والقداسة. البك سليم شرّح، كما حامل المشرط، قصص البيوتات الزغرتاوية واستخلص العبر. حكى عن آل فرنجية وآل معوض وآل الدويهي... وأعطى لكل بيت صفة: فرنجية؟ مافيا. معوض؟ عدم الوضوح والصراحة. الدويهي؟ لا أحد قادر أن يجمعهم. أما كرم فبيت البطولة والكرامة. بعيداً عن مقولة «لا أحد بينادي عن زيته عكر» سمعنا من سليم بك قصة بكوات كرم مع بيوتات زغرتا وقصته هو مع سليمان الصغير الذي فهمه وطوني فرنجية «الذي لا يُحبّ» ونجيب ميقاتي «الذي سرقه» وجبران باسيل الذي قال له «فل» والحرب والإنتخابات ومزيارة ومحطات الموت والحياة.



إلتقيناه قبيل توجهه الى زغرتا حيث يمكث هناك كل أربعاء وخميس وجمعة ويعود ليمضي بقية أيام الأسبوع في كسروان «زغرتا معرّضة للصقيع لأن الرطوبة فيها عالية بسبب مرور نهري رشعين وجوعيت تحتها». يُخبرنا ذلك محدداً إرتفاع بلدته الأم عن البحر «600 متر أما أهدن، بلدة الإصطياف، فترتفع 1500 متر». بيته في زغرتا في منطقة العقبه أما بيت فرنجية في زغرتا ففي منطقة العبي ويقول: «بنى سليمان بك بيتاً في بنشعي البلدة التي لها تاريخ مع يوسف بك كرم. هناك، في بنشعي واجه 6000 عنصر تركي بأقل من 500 شخص. رماهم في البحر». يبدو فخوراً جداً بتاريخ عائلته وهذا حقّ له.

أصل لقب بيت كرم الزغرتاوي «شيخ» لكنهم أصبحوا «بك». يغوص سليم بك في التاريخ وكيف أتى بيت كرم الى زغرتا قائلاً: «سألوا يوسف بك (وهو عم جدي): أين تريد أن تسكن فاختار زغرتا. ويقال أنهم قالوا له حينها «صغرتا» ومن هنا أخذت المنطقة إسمها. هو اختارها وكان الوقت ربيعاً على الأرجح لأن فيها أنهراً وزهوراً وطبيعة.

مرّ الزمان. وصلنا الى العام 1975 (ينتقل سليم بك بسرعة بين التواريخ) ويُخبر: «أمسكت يومها بندقيتي مع فرقتي التي سميتها «لبيك يا لبنان» (كانت ضمن قوات المردة) ودافعت على الجبهة ضد الفلسطيني والليبي والسوداني. كان هناك مخطط باقتلاعنا. يومها، وُضع لغم على جانب الطريق فأصبت إصابة بالغة في الكبد ونُقلت بالهليكوبتر الى مستشفى اوتيل ديو. كان ضغطي يلامس الصفر. واستمرّت حرارتي في الإرتفاع ووحدها الصور التي أحضرتها والدتي معها من زغرتا جعلتني أستعيد عافيتي. ضمّت تلك الصور مشاهد من معركة اليرموك التي واجه فيها ثلاثة عشر شاباً من فرقتي الفلسطينيين وأوقعوا في صفوفهم 432 قتيلاً».

والده على إسم البطل يوسف كرم ووالدته هي مارييت طربيه. وهو متزوج من مارينا الشماس من الكورة ولديهما إبنتان: ريتا وكريستينا. وهو أصبح جداً لثلاث حفيدات. وهذا معناه أن لا سليم بك كرم صغير في العائلة. نذكره بذلك. نقول له ربّ فتاة أفضل من ألف شاب فيجيبنا بحسم: «عندنا، في زغرتا، لا يقبلوا بالإسم إلا على الصبي».

إبن زغرتا (تصوير فضل عيتاني)



البكوية

ماذا عن لقب بك؟ هل يتباهى به؟ يجيب: «لا، لا يعني لي شيئاً. في المجلس النيابي، أول أسبوعين من دخولي الى الندوة البرلمانية، وضعوا «بلاك» باسمي: سليم بك يوسف بك كرم. وبعد أقل من أسبوع، نكزني أحد النواب الجالسين الى جانبي وقال لي وهو ينظر الى «بلاك» جديد: رفعوا عنك اللقب واكتفوا باسمك الثلاثي: سليم يوسف كرم. ويستطرد بالقول: البكوية ما بترفعني وما بتنزلني. لم تفرق معي».

دخل ابن زغرتا البرلمان اللبناني عام 2009 وأصبح نائباً عن المنطقة لكنها لم تكن أول مرة يترشح فيها. فلنتابع أخبار البيوت الزغرتاية تاريخياً من خلال أخباره. نصغي إليه يُخبرنا: «الصراع العائلي من ابشع الصراعات وإن كان الرئيس سليمان فرنجية لم يرد تسعير الخلافات الزغرتاوية. الأمور تغيرت اليوم وأصبح كل واحد يريد السيطرة على كل شيء. صحيح ان هناك فارقاً بين العائلية والحزب الذي هو بمثابة جيش يستجيب فيه كل المنضوين لأمر القيادة بينما عائلياً علينا إقناع كل فرد على حدة وإيجاد نقاط إلتقاء بين المتخاصمين من افراد نفس العائلة. وهذا ليس سهلاً لا بل هو منهك».

أيام العسل



مزيارة

لم ينس البك حادثة مزيارة التي حصلت العام 1957 وكان طفلاً (هو من مواليد العام 1946) ويقول: «أتذكرها جيداً وأثّرت بي كثيراً. قضى فيها 33 شخصاً داخل الكنيسة وذلك بسبب خلافات بين آل فرنجية وآل معوض وآل الدويهي. والدي يومها طلب من الموالين لنا عدم النزول مسبقاً الى الكنيسة. يا لها من حادثة فظيعة وما زال هناك من يسألنا حتى اليوم حين يعرف أننا من زغرتا: هل أنتم من مزيارة؟ ويستطرد: أحداث كثيرة أتذكرها. والدي كان في تكتل كميل شمعون. وهو من عرّف شمعون على الأب سمعان الدويهي. وأتذكر أنه ذات يوم عرض الرئيس شمعون على والدي الدعم بالسلاح من أجل أن يخرب على حميد فرنجية. رفض والدي ذلك وأجابه: نحن لا نقوم بمثل هذه الحركات في بيتنا». الذكريات كثيرة وكثير منها يجعلنا نكتشف أسراراً من أسرار.

فلنتابع الإصغاء الى وزير ونائب سابق مرّ في دهاليز السياسة في لبنان. يقول سليم بك كرم: «ان هناك نائبين عن زغرتا لكن، في ايام الرئيس فؤاد شهاب، جعلوا المقاعد ثلاثة بدل اثنين لتجنب ولادة لائحة ثانية. وبالتالي تكفي اللائحة الواحدة لضمّ كل العائلات الثلاث الأساسية في زغرتا: كرم وفرنجية ومعوض. ويستطرد: توعك والدي في العام 1963 وجرى تفاهم أن يترك المشاركة الوزارية الى كل من سليمان فرنجية ورينيه معوض مقابل أن يخدم الرجلان من يسألون والدي عن خدمة مستحقة. وهذا ما حدث. أصبح والدي يرسل من يطلب منه خدمة الى فرنجية فيقدمها الأخير ويقول له: سلّم على يوسف كرم. في حين كان رينيه معوض يردّ بأن لا وظائف ولا خدمات. وبعد مدة يعود ويرسل أحد مستشاريه الى طالب الخدمة ويقول له: الرئيس معوض دبّر لك وظيفة. تكتيك لضمِّ الناس إليه».



مع الرئيس عون



لم تكن العلاقات يوماً «سمناً على عسل» بين العائلات الزغرتاوية. وإذا كان من وصفٍ لها يعطيه سليم بك كرم فهو قاس: «بيت كرم صفته الوطنية والآدمية. وبيت فرنجيه مافيا. وبيت معوض عدم الصراحة». وللصفات تفاسير يعطيها كرم: «نحن بكوات كرم نضم من يحبون العيلة أكثر حتى من العيلة نفسها ونسميهم «العرى» وبينهم عائلات الحايك وفنيانوس ودحدح... ويستطرد أما بالنسبة الى عائلة فرنجية فالرئيس سليمان عاد وتغير بعد موت إبنه الكبير. أصبح يتصل بعائلتنا ويطلب أن يجتمع بي باستمرار. كما قال لأحدهم: أتت ساعتي وها أنا أدفع ثمنها. تغيّر كثيراً في آخر إيامه». ويستطرد سليم كرم بالقول: «سليمان الصغير صراحة آدمي. وأنا أقيس عادة الإنسان من أمه. ووالدة سليمان من بكوات بيت النحاس في مصر. وهو أخذ الكثير من صفاتها. يقصده شخص يعاني من ضيق فيعطيه ما في جيبه. ما بعينو شي».

ماذا عن أبعاد الصفة التي أعطاها الى آل معوض من خلال تجاربه مع العائلة؟ يجيب: «إتفقت مع نايلة معوض في الإنتخابات عام 1996 فأخذت كل أصواتي ولم تعطني صوتاً. أنا قاطعت الإنتخابات عام 1992 وعملت معركة في بكركي مع ميشال ساسين الذي ألحّ علينا كي نترشح. كانت نايلة معوض موجودة وكان يجلس الى جانبي دوري شمعون. وقفت وقلت: من هو هذا الذي وزّر نفسه (ميشال ساسين) ليطلب منا المشاركة في الإنتخابات؟ كيف نشارك في الإنتخابات قبل أن نعرف من قتل رينيه معوض. دوري شمعون حاول تهدئتي فقلت له: روق شو مفكرني إبن دير القمر؟! أتت نهاد سعيد وقالت لي: يسلم هالتمّ».

يعرف سليم كرم أنه «ما دام هناك وفاق بين آل معوض وآل فرنجيه فلا مكان له في الإنتخابات» ويشرح: «في العام 1996 ترشحت وربحت (كاد يربح) لكن السوريين أسقطوني. لم يقبلوا بشخص يصل الى الندوة البرلمانية ليقول: سوريا برا». لكنك، أنت طالما كنت صديقاً للرجل اللصيق بسوريا سليمان فرنجيه؟ يجيب كرم: «أنا إنسان وطني لا تهمني الكراسي. وإذا كانت هناك عائلة زغرتاوية قريبة من سوريا أخاصمها؟ أعمل مشاكل معها؟ زغرتا مقسّمة عائلات وكل عائلة تعيش في أحياء مستقلة ولكل واحدة هواها».

مع إبنته ريتا وزوجته مارينا



عرض مرفوض

لم يصل العام 1996 إلى الندوة البرلمانية ... ما هو السبب؟ وماذا تغيّر العام 2009 ليصل؟ يجيب: «أيقنت دائما أنني لن أستطيع أن اخرق طالما هناك إتفاق بين عائلتي معوض وفرنجية. كانت العائلتان تضم إليهما بيت الدويهي التي هي أكبر عائلة في زغرتا لكن لا زعيم يضبطها. إنتظرت ظهور خلاف للدخول. رينيه معوض كان يقول: «لا تسمحوا لبيت كرم أن يرفعوا رؤوسهم». لماذا؟ «لأننا قوة يخافون منا. لأن الأوادم والوطنيين ينتخبوننا». ويستطرد: يوم حصل خلاف بين سليمان فرنجية ونايلة معوض بعد عودتهما من لقاء في سوريا مع حافظ الأسد. يومها إتصلت بي معوض. إلتقينا. وطلبت أن نكون معا في الإنتخابات النيابية. رأيت في ذلك فرصة. ولاحقاً، إتصل بي سليمان فرنجيه أيضا وقال لي: ما عاد يجب أن نبقى بعيدين عن بعضنا. فأجبته: أنا إبن كرم ولا يمكنني أن اطعن بنايلة معوض. بعد فترة قصيرة، إلتقيت بنايلة في عزاء فجلست بقربي وقالت لي: ما هذه الإجتماعات يمين شمال من ورا ظهرنا؟ قالت لي ذلك وهي كانت يومياً تقريباً، عند الساعة السادسة والنصف، تقصد سوريا. وأتذكر أنني أجبتها يومها بعرضٍ: ما رأيك لو نجتمع أنا وأنتِ وسليمان بك؟ أجابتني: يبدو أنك بدأت بالكلام سياسة عليا؟ قلتُ لها: لا، تركتها لك».

لم تكن العلاقة وطيدة ولا مستقرّة بين معوض وكرم. والتحالف بين العائلتين لم يوصل سليم بك عام 1996 الى البرلمان. لكن، في انتخابات عام 2009 عاد وتحالف مع فرنجية. يقول: «سليمان الصغير كان يقول في لقاءاتنا: ما يهمني أن ينجح سليم. نجحت أنا وهو واسطفان الدويهي. ولاحقاً، في العام 2011 قال لي: الآن دورك في الحكومة. أعطيته أصواتاً في النيابة وأعطاني ثقة. وأتذكر أن أحد الوزراء التابعين الى وليد جنبلاط (وزير المهجرين آنذاك) قال لي: هل صحيح أنه لولا الأصوات التي أعطيتها الى سليمان فرنجية لكانت لائحته خُرقت؟».

أمام نصب يوسف بك كرم



الشاهد على الأخطاء

عاش تجربة الوزارة بعد تجربة النيابة. فماذا استخلص من التجربتين؟ يقول: «يوم دخلت الى المجلس النيابي كنت أجهل اموراً كثيرة في السياسة. عرضوا عليّ لجنة تعنى ببورصة الأراضي في بيروت فرفضتها. أصبحتُ في لجنة الأشغال. وكنت مقرباً كثيراً من انور الخليل. صحيح هو ينتمي الى كتلة الرئيس نبيه بري وكان شريكاً له لكن رئيس المجلس لم يدعه يصبح وزيراً يوما. ولم يكن يسمح له بالكلام في المجلس. وأتذكر أنه في مكتب الجنوب كانوا ينوون إستقدام متعاقدين من الخارج بأجور عالية في حين أن من يعملون في المؤسسة يتقاضون أجوراً هزيلة. ويستطرد: مكثت وزير دولة مدة سنتين ونصف. وكنت شاهداً على أخطاءٍ تُرتكب. ذات يوم أتت رئيسة جمهورية إيرلندا فاستقبلها نجيب ميقاتي ودعاني الى المشاركة. ويومها أتى يخت لقريبٍ من الوفد الإيرلندي، رسا عند زيتونة باي. وأبلغني فادي عبود، وكان وزير السياحة آنذاك، أن الأمن هناك إتهم صاحب اليخت بانه يهرّب مخدرات. وانتهت القضية بأن أعطاهم 10 آلاف دولار. أخبرت نجيب ميقاتي بذلك في مجلس الوزراء فأجابني: منحلّها منحلّها... وانتهت القضية عند هذا الحد».

وصفٌ يعطيه النائب والوزير السابق الى نجيب ميقاتي: نصاب. ألا يظلمه بذلك؟ يجيب: سرق أرضي وهي بقيمة ستة ملايين دولار. قال أنه يريد أن يُنشئ «داون تاون»، كما في بيروت، في طرابلس لكنه لم يفعل. وأخذ الأرض. سألت أمين عام مجلس الوزراء آنذاك سهيل بوجي عن الأرض فأجابني: لم تحلّ القصة بعد. أجبته: هذه أرضي. إنها ملكي. وضربته. ستة ملايين دولار سرقت مني».

قصص سليم كرم، البك، كثيرة. هو تقّرب من فرنجية. وحاول ان يتقرّب من معوض. ثم خاصم فرنجية... وقال عنه ما لم يُقل بين عدويّن. كلام كبير. فماذا حصل؟ يجيب: «عارضت، مع سامي الجميل، فرض ضريبة على الناس. وقررنا ان نقدم عريضة من عشرة أشخاص. أتى الجميل بالنواب الكتائب وتمكنا أيضاً من ضمّ كل من النواب بطرس حرب ودوري شمعون وفؤاد السعد وخالد الضاهر. لكن، سحب وليد جنبلاط فؤاد السعد. وعندما عدت الى زغرتا إتصل بي سليمان فرنجية وقال لي: ماذا فعلت في مجلس النواب؟ أجبته: هناك شعب إنتخبني لأمثله في المجلس النيابي ومن حقّه عليّ رفض الضريبة. أجابني فرنجيه: «اصطفل إذا أنت ونبيه بري». شعرت حينها أنهم تغيروا معي. أصبحوا يضعون في زغرتا صور إسطفان (الدويهي) وطوني (فرنجية) ويزيلون صوري. لاحقا، دعيت الى لقاء مع طوني فرنجية فقال لي: «أنت تستطيع أن تجعل والدي «يشلح ثيابه» لكني أريد أن اعرف ماذا تريد؟». أجبته، بعدما ادركت أنه لا يريدني أن أكون معه: ليك يا طوني لولا أن والدك هو سليمان فرنجية أنا ما بحبك. قلت ذلك وغادرت على متن يختي الى قبرص ومكثت هناك أربعة أشهر».



مع البطريرك الراعي



لاحقاً، فجّر كرم العلاقة أكثر عبر «السوشال ميديا»: «صرتُ أكتب إعتراضاً واقول بالفم الملآن: يا حراميي يا مجرمين ما خليت وما بقيت. وقلت لسليمان الصغير: إذا بدك توصل الى رئاسة الجمهورية مع هيك قرطة فمعناه ان البلد راح. هم يعرفون أن لساني حين يفلت لا أحد يستطيع الوقوف في وجهي. وأعرف أنهم أخبروا طوني (فرنجيه) ألا يقترب مني مجددا». كيف هي العلاقة اليوم؟ يجيب: «جيدة. إلتقينا منذ أسبوع. أنا احبه. صحيح يقال أن لا عواطف في السياسة لكنني أحبه. أعرف أنه باعني من أجل نبيه بري لأن له مصلحة معه. وأنا أيضا تعاونت مع سواه حين كانت مصلحتي تقتضي ذلك. لكنني أحبه». ويستطرد: «زارني الجميع يوم الإنتخابات عام 2022. زارني وفد من التيار الوطني الحر فقلت له: تسحبون بيار رفول أتعاون معكم. زارني سليمان فرنجية فقلت له: تسحب أسطفان الدويهي أمشي معك. زارني وفد من القوات اللبنانية. أنا من سميت لأعضاء الوفد ميشال الدويهي فرشحوه. ولم يأخذوني أنا خوفا من أن يخسر فادي كرم». كيف هي علاقته اليوم مع القوات؟ يجيب: «أنا اعطيت القوات كثيراً في الإنتخابات الأخيرة وزرت معراب». ماذا عن علاقته مع جبران باسيل؟ يجيب: «ذات يوم، كان يطق حنك مع سكرتيره. قلت له أن عليه أن يتحرك بسرعة فأجابني: إذا لم يعجبك الأمر فلّ. هذه طريقته وأسلوبه. إنه يستخدم هذه العبارة مع الجميع».

لدى الزغرتاوي سليم كرم مآخذ على ترشح سليمان فرنجيه الى رئاسة الجمهورية: «قلت له أنا لا أقبل أن تكون مرشح المسلمين لا المسيحيين. تمنيت عليه إنشاء مكتب سياسي أسوة ببقية الأحزاب عوض أن يُبقي الى جانبه يوسف سعادة الذي كل همه أن «يتوزر» .



فلنضحِّ نحن ولْيَعِش لبنان (تصوير فضل عيتاني)



أعلن هو عزوفه عن الترشح في انتخابات 2022 النيابية. فهل هذا قرار بالعزوف النهائي عن السياسة؟ يجيب: «لا يمكنني الإبتعاد عن السياسة. في كل حال، إبن أخي واسمه يوسف موجود في الخارج حالياً وهو مهندس قد يتابع رحلتنا. وهناك إبنتي ريتا ذكية وشاطرة». إنها الوراثة السياسية والنية بالبقاء.

هناك مأخذ على بيت يوسف بك كرم الزغرتاوي. هو بطل أسطورة طانيوس شاهين. فلماذا من ورثوا الإسم يمكثون جانباً الى حين يُفسح لهم المجال بخوض غمار السياسة؟ لماذا ينتظرون جانباً نشوب خلاف بين آل معوض وآل فرنجية؟ يجيب: «ليس نحن من إبتعدنا عن السياسة. والدي لم يعرف طريق سوريا. ويوم حصلت مجزرة مزيارة وحده من كل العائلات لم يكن هناك».

القوي يبطش؟ هذا ما قصده... أما عائلته فاكتفت، كما قال، بصيت: الوفاء والوطنية.