تحالف "فتح" و"العصبة" ينهي العرقوب.. و"العداوة"

08 : 51

عناصر من حركة "فتح" اثناء العملية الامنية في حي "الرأس الاحمر" في عين الحلوة

في سابقة هي الأولى من نوعها، تختزن الكثير من الدلالات والمؤشرات، استرعى الانتباه خلال الساعات الأخيرة تحالف حركة "فتح" و"عصبة الأنصار الإسلامية" عسكرياً في مخيم عين الحلوة لتنفيذ عملية أمنية مشتركة أفضت إلى إنهاء حالة أحد أبرز المطلوبين بلال محمد العرقوب، استكمالاً للتلاقي السياسي بينهما في الإطار الفلسطيني الموحد على صعيد لبنان (هيئة العمل الفلسطيني المشترك). وتوضح مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن"، أنّ هذه العملية الأمنية أتت لتدلّ على مدى تطور العلاقة بين "فتح" و"العصبة"، من "عداوة" إلى "تفاهم" بين القوتين الأساسيتين في معادلة "عين الحلوة" العسكرية.

هذا التحالف المستجد، بحكم تطورات الأحداث السياسية والأمنية وآخرها قتل الفلسطيني حسين علاء الدين وتهديد أمن واستقرار المخيم، أتاح لمسؤولين عسكريين في "فتح" التجوّل في منطقة الصفصاف الخاضعة لسيطرة "العصبة"، والتلاقي في اجتماع سياسي في منزل القيادي الشيخ أبو طارق السعدي لتقييم الوضع الأمني بعد عملية تصفية العرقوب، والتي تولى التنسيق فيها قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وقائد منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي أبرز قيادات "فتح" العسكرية.

وجاء هذا التحالف اليوم لينهي "عداوة" قديمة بين "الحركة" و"العصبة" على خلفية المواقف السياسية المتناقضة من جملة من القضايا الفلسطينية، وتحديداً بعد أوسلو وحول مسألة السيطرة على قرار المخيم، وهو ما كان قد لاقى ترجماته الميدانية في بعض الأحيان عبر اشتباكات مسلحة في فترة التسعينات، غير ان انفتاح "عصبة الأنصار" على القوى السياسية الفلسطينية ثم اللبنانية وانخراطها في الأطر الفلسطينية المشتركة على مستوى القيادة السياسية واللجان الشعبية، ساهم في تقريب المسافة مع حركة "فتح"، في ظل نمو مجموعات إسلامية أكثر تشدداً... من حالة بلال بدر سابقاً وصولاً إلى بلال العرقوب اليوم.


MISS 3