جورج الهاني

طيفُ الإنتخابات يُرافق البطولات الرسمية

26 شباط 2024

02 : 00

مخطئ من يعتقد أنّ الوقت لا يزال باكراً لانتخابات الإتحادات الرياضية التي ستنطلق تباعاً في الأشهر الأخيرة من العام الحالي بعد انتهاء فعاليات أولمبياد باريس الصيفي، إذ إنّ كلّ المعطيات والمعلومات المتداولة وغير المتداولة تؤكّد أنّ المعنيين بهذا الاستحقاق في كلّ الإتحادات والأندية الرياضية بدأوا اتّصالاتهم مع الحلفاء والخصوم على السواء في محاولة لجسّ النبض، وإن كانت الصورة الحقيقية وشبه النهائية لشكل التحالفات لا تزال رمادية، وهو أمر طبيعيّ على مسافة ثمانية أشهر تقريباً من الموعد المُرتقب.

صحيحٌ أنّ البطولات الرسمية في معظم الألعاب الجماعية والفردية هي في عزّها اليوم، والموسم الرياضي لا يزال في منتصفه أو أكثر، وجميع رؤساء الإتحادات أو كبار المسؤولين فيها يؤكدون في تصاريحهم الإعلامية أنّ الجهود والاهتمامات منصبّة حالياً على إنهاء البطولات في مختلف الدرجات ليتفرّغوا بعدها للشأن الإنتخابيّ، إلا أنّ ما يحصل في السرّ هو عكس ما يُحكى عنه في العلن، حيث لا تكاد تمرّ مناسبة رياضية أو اجتماعية، إن في الملاعب أو في المؤتمرات الصحافية أو في مآدب الغداء والعشاء، إلا وتتحوّل الى حلقة انتخابية ضيّقة أو موسّعة يتمّ التطرّق فيها في العموم الى الحدث المنتظر في فصلَي الخريف والشتاء المقبلَين، من دون الغوص في التفاصيل الصغيرة.

وفي السياق عينه، كان لافتاً في الآونة الأخيرة البيانات المجهولة المصدر التي تُوزّع من حين لآخر عبر "الواتساب" أو على مواقع التواصل الاجتماعي وتتّهم هذا الإداريّ أو ذاك بالتخوين أو بإساءة الأمانة من دون التأكد من صحّتها أو دقّتها، ما يشير الى أنّ حرب الإشاعات ستكون مفتوحة على مصراعَيها في المعارك الإتحادية المقبلة، على أمل ألا تصل الى حدّ الإهانات والتجريح الشخصيّ.

وبعيداً عن ملامح المشهد الانتخابيّ الضبابيّ، تبقى الأولوية اليوم لإنهاء البطولات الرسمية، خصوصاً في كرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم التي تشهد مبارياتها متعة وإثارة منقطعتي النظير، وعلى القيّمين على هذه الإتحادات تحييد ألعابهم عن الشظايا الانتخابية الطائشة التي بدأت تُطلق باكراً من هنا وهناك، وإيصالها الى خواتيمها الآمنة والسعيدة، وبعدها "لكلّ حادث حديث".

MISS 3