عماد موسى

الحشد الشعبي في لبنان!

واحدة من «ضربات» الجنرال عون السياسية الموفقة تعيين الجنرال موريس سليم الصلب على رأس وزارة الدفاع، وكان آخر وزير دفاع عسكري عرفته البيداء الجنرال ميشال عون شخصياً في حكومته البتراء المولودة العام 1988.

آخر معارك الجنرال سليم يخوضها في وجه الرئيس ميقاتي. وجاءت على خلفية الإعتداءات المتكررة على صلاحياته، آخرها تعيين رئيس اركان للجيش. على كل حال فالتعميم الصادر عن الوزير إعتبر قرار التعيين «منعدم الوجود» أي كأنه لم يكن.

قبل تعميم سليم بـ 36 سنة أصدر دولة الرئيس عون قراراً بحل البرلمان فصار بحال «انعدام وزن وانعدام شرعية وانعدام وجود». لكن الجنرال سليم بعكس الجنرال عون قليل الكلام، يزن كلماته بميزان الجوهرجي كي «لا يقوّلوه ما لم يقله» وأحيانا يقرأ ما يُكتب له توخياً للدقة.

أمس نقل عنه الزميل يوسف دياب قوله: «الراتب المتدني الذي يتقاضاه الجندي يجعله غير متفرّغ للدور القتالي، خصوصاً أن أغلب العسكريين يعملون خلال إجازاتهم لتوفير قوت أبنائهم».

قبل أن يجف الكلام أصدر معاليه تصحيحاً جاء فيه «الصحيح ان وزير الدفاع تحدث عن الصعوبات التي تواجه العسكريين في أدائهم لمهامهم الدفاعية وأبرزها عدم كفاية تعويضاتهم المالية وانعكاس الأوضاع الاقتصادية الصعبة...».

الجوهر واحد في ما عناه الوزير: لا تطلبوا من الجيش أن يؤدي مهامه كما يجب في ظل هذا الوضع المعيشي الصعب. أمّنوا الزودة والمساعدات والدعم المالي واللوجستي وخذوا من العسكر والوزير تطبيقاً للـ 1701 يُدهش العالم.

بالتوازي مع توصيف وزير الدفاع الوطني لحال القوات المسلحة، إقترح أحد المقرّبين من «الحزب» إلغاء قيادة الجيش والإستعاضة عنها بقيادة أركان ويُشَكل في هذا الجيش (أو إليه) وحدة تسمى وحدة الصواريخ ويستلم «الحزب» هذه الوحدة. والوحدة المقترح تشريعها، هي أقرب إلى «حشد شعبي متخصص» وغير طائفي. تماماً كحشد العراق الذي يضم ألوية «حركة النجباء» و»جند الإمام» و»لواء أسد الله الغالب» و»سرايا أنصار العقيدة». ألوية تنبذ الطائفية وتعمل من أجل عراق علماني وموحد!

ولتأكيد توأمة الحشد الشعبي اللبناني مع الحشد الشعبي العراقي من المهم رفد عديد حشدنا بعناصر «حماس/ فرع لبنان» وبأشبال «البعث» وقوات الفجر وأفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، لعدم صبغه بصبغة دينية لا سمح الله. أما بشأن التسهيلات والتعزيزات والقدرات والتمويل والرواتب من يعتل همَّها بوجود إيران الراعي الرسمي للصواريخ والمسيّرات والحشود؟ حشد العراق عين وحشد لبنان عين. ويا ليل يا عين.