روي أبو زيد

"عزّتها الدني" خافت وبكت لكنّها غنّت للأطباء قبل دخولها غرفة العمليّات

"نداء الوطن" تكشف رحلة سميرة توفيق مع مرض القلب

18 تموز 2020

02 : 00

يُقال إنّ القلب قد يتعب لفرط الحب، وقد يضعف إيقاع نبضه بعد سنوات متواصلة من عزف ألحان الفرح!

هذا ما يحصل بقلب "حسناء البادية" الفنانة اللبنانية سميرة توفيق.

وكانت توفيق أجرت عملية قسطرة في القلب داخل مستشفى كليفلاند في أبو ظبي، بحسب ما كشفت لينا رضوان ابنة شقيقة سمراء البادية، بمنشور طويل عبر حسابها على موقع فايسبوك، مؤكدة ان حالة "خالتها" الصحية مستقرة حالياً.

لكنّ "نداء الوطن" تواصلت مع توفيق وابنة شقيقتها للاطمئنان الى صحة سمراء البادية، وعرفت رحلة توفيق مع مرض القلب من لندن الى بيروت فأبو ظبي:

وتشير لنا رضوان الى أنّ "صحة توفيق أصبحت جيدة، خصوصاً وأنها امرأة عصامية وقوية ولا تخاف الموت أو المرض"، مستدركةً "لكنّ هذه المرة كانت توفيق خائفة جداً".

وتضيف: "اعتادت خالتي أن تتحكّم بجوانب حياتها كافة وخصوصاً بصحتها ومرض قلبها"، مضيفة أنه "بعد أن عاشت في لندن انتقلت الى بيروت، لكنّ طريقة الطب اختلفت عليها كثيراً. كان الدكتور ماريو عون يعالج مرض الضغط لديها، أما الدكتور بول شربل فهو طبيب قلبها".

وتكشف رضوان أنّ "توفيق كانت قد خضعت لعملية قسطرة للقلب منذ أربع سنوات في بيروت، فوضعت "راسورين" وكانت العملية ناجحة".





وبالنسبة لسبب استكمال علاجها في مستشفى كليفلاند في أبو ظبي وليس في بيروت، تقول رضوان: " تملك سميرة توفيق تاريخاً مشرّفاً وصداقات عدة مع أمراء وشيوخ العالم العربي وشعبه أكثر من لبنان لأنها اشتهرت بالأغنية البدوية التي انتشرت من الأردن الى الخليج العربي".

وتضيف: "دخلت توفيق قصور الأمراء والأميرات في الخليج العربي وجلست في مجالسهم، لذا لم ينسَ شيوخ الإمارات العربية المتحدة سميرة توفيق"، مشيرة الى أنه "عندما تمّ افتتاح مستشفى كليفلاند لأمراض القلب، دعتها الحكومة الاماراتية برعاية الشيخة فاطمة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى متابعة حالتها الصحية هناك. كيف لا، وهي من أحيت حفلات أعراس الشيوخ والأمراء الإماراتيين ولها تأثير إيجابي كبير عليهم وعلى عائلاتهم؟"

وتلفت رضوان الى "أننا دخلنا مستشفى كليفلاند منذ 4 سنوات وراحت توفيق تقوم ببعض الفحوصات الدورية من أجل العلاج. التنسيق كان مستمرّاً بين المستشفى في الإمارات والدكتور بول شربل في بيروت بخصوص صحة قلبها".وتقول: "تأخرنا هذا العام بالسفر الى الإمارات للقيام بالفحوصات الدورية وذلك بسبب انتشار أزمة كورونا وإقفال المطارات. لكن، وردنا اتّصال منذ فترة من مكتب الشيخ عبدالله بن زايد الذي تجمعها به وعائلته معرفة قديمة طلب منها الحضور الى المستشفى لاستكمال فحوصاتها الدورية".

لكن ماذا عن خطر إصابة سمراء البادية بكورونا في المطار أو خلال السفر؟ تشدد رضوان على أنّ "الإمارات دقيقة جداً بخصوص موضوع كورونا، فالبلد كلّه يتّبع معايير الصحة العالمية ويلتزم الحجر المنزلي".

وتكشف: "أقلّتنا طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط. كانت محجوزة بالكامل لنا وكنا ثلاثة اشخاص فيها: سميرة توفيق، مساعدتها وأنا"، مردفة "أننا وصلنا الى الفندق وحجرنا أنفسنا لمدة 14 يوماً، ومن ثم بدأت رحلة العلاج في كليفلاند".

وترى رضوان أنّه من الاسباب الأساسية لخضوع توفيق لعملية قسطرة ثانية في القلب، هو أنها تتولّى أمر تناولها الأدوية ومواعيدها، وأحياناً كثيرة تخطئ بكيفية تناول علاجاتها!" وتكشف رضوان عن بعض أسرار خالتها، فتقول: "تصاب برجفة في القلب حين تنفعل، وتحب التسوّق كثيراً في الإمارات".

وبالنسبة لما حصل الأسبوع الفائت، تكشف رضوان أنّ " توفيق استيقظت الأسبوع الماضي صباحاً على ألم في الصدر، فتوجّهنا الى المستشفى الذي قام بالإجراءات اللازمة. حينها تشاور الأطباء وقرّروا إجراء قسطرة جديدة في القلب".

وتكشف رضوان: "كانت لحظات صعبة عليها. "عزّتها الدني"، خافت وبكت". وتجزم: "الحمدلله شرايين قلبها بحالة جيدة وطمأننا الأطباء الى أنها بصحة رائعة. نشكر الله أنها ليست مصابة بأمراض مستعصية".

وتعرب رضوان عن فخرها بخالتها قائلة: "جميع من في المستشفى التقط بعض الصور معها. وقبل دخولها العملية كانت تغني للطاقم الطبي".

وتضيف: "أهالي الإمارات، أمراؤها وشيوخها يدركون تماماً قيمة الإنسان ويقدّرون عطاءاته. سميرة توفيق كانت ولا زالت من أصدقائهم المقرّبين، لذلك لم يتخلّوا عنها يوماً!"





وتكشف رضوان لـ"نداء الوطن": "سأقولها صراحة إنّ توفيق لم تحقق ثروة طائلة أبداً، خصوصاً وأنّ فنّها موجّه لفئة معيّنة من الجمهور"، موضحة أنّ "حكمتها في الحياة: "إن أعطاك الله، فاعطه"، لذا صرفت هذه الأموال على محيطها: عائلتها، أولادها، أقاربها وكلّ من طرق بابها في يوم من الايام".

"هي إنسانة كريمة ومعطاءة جداً"، تلفت رضوان، معتبرة أنه "كان يجب على خالتها أن تكون أكثر حذراً وانتباهاً في كيفية صرف أموالها".

وتضيف: "الله يكافئ توفيق مقابل كلّ الأعمال الحسنة التي قامت بها في حياتها. هي تحصد معاملة، طبابة، دعماً معنوياً ومحبة مطلقة".

ولدى سؤالنا عن موعد عودة جميلة البادية الى وطنها، تقول رضوان: "نحن مستقرون الآن في الإمارات بحكم مراقبة وضعها الصحي. وستنتقل قريباً من بلدها الثاني الى بلدها الأول لبنان"، متوجّهة بالشكر الى "الحكومة الإماراتية كافة على دعمها ورعايتها ووفائها".

"كنت آمل ان يكون حكّامنا مثل حكّام دولة الإمارات يحرصون على الإنسان ويحفظون قيمه"، هكذا ختمت رضوان حديثها.

من جهتها، شكرت توفيق في نهاية الحديث صحيفة "نداء الوطن" على دعمها ومحبتها الكبيرين، متمنية لها "دوام الاستمرارية والنجاح".

وفي هذا السياق، توجهت نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان، أعضاءً ومجلساً ورئيساً وأعضاء الشرف والفخريين في بيان من "الفنانة الكبيرة السيدة سميرة توفيق، الرئيسة الفخرية للنقابة، بأحر الأمنيات بالصحة والشفاء العاجل، بعد الوعكة الصحية التي تعرضت لها".

وشكرت النقابة "دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، قيادة وحكومة وشعباً على الكرم الكبير برعايتها للسيدة الكبيرة، وتقديم كل ما تستطيعه لتظل سميرة توفيق بكرامتها واحترامها تحظى بالرعاية الصحية الكاملة، وذوق ولطف الشيخ عبدالله بن زايد والشيخة الأم فاطمة بنت مبارك، على محبتهما واهتمامهما بالسيدة سميرة توفيق".

وأكدت النقابة أن التقدير الذي تكنه للسيدة توفيق "لا حدود له، هي التي رفعت إسم لبنان لعقود طويلة، بكل احترام وسمعة طيبة"، متمنية أن "تعود في أقرب وقت الى الوطن سليمة معافاة".


MISS 3