كلنا إرادة: نقاش حول أي سياسة خارجيّة لحماية مصلحة لبنان في ظلّ المشهد الإقليميّ وغياب الدولة

19 : 57

نظمت "كلنا إرادة" جلسة نقاش بعنوان "أي سياسة خارجية لحماية مصلحة لبنان في ظل المشهد الإقليمي؟" في فندق "فينيسيا"، شارك فيها نواب تغييريون ومستقلون ونواب من كتل "تجدد" والكتائب اللبنانية و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"اللقاء الديموقراطي"، بالاضافة الى محللين سياسيين.


بيطار

بداية، تحدث رئيس مجلس إدارة "كلنا إرادة" الأستاذ في العلاقات الدولية كريم بيطار عن السياسة الخارجيّة اللبنانيّة واشكالياتها، مؤكداً "ضرورة العمل من أجل استعادة الدّولة والمؤسسات ورفض الانقلاب على الدستور".


وقال: "لمواجهة التحديات المفروضة علينا اليوم، يجب تفعيل الدبلوماسية اللبنانية في مجالات العلاقات الثقافية والاقتصادية، أي القوى الناعمة للمجتمع اللبناني وذلك بالاستفادة من الطاقات في الداخل اللبناني وفي الاغتراب".


حتي

ثم قال وزير الخارجيّة السابق ناصيف حتي عن محددات المصلحة الوطنية في السياسة الخارجية، داعياً إلى "تحديد أولويات وطنية في السياسة الخارجية بناء على تفاهم داخلي شامل".


وشدّد على "أهميّة تعزيز الديبلوماسية اللبنانية لتحقيق المصالح الوطنية".


سالم

وتخلّلت الجلسة الافتتاحية التي أدارتها الصحافية والشريك المؤسس وسكرتير تحرير موقع "درج" ديانا مقلد، مداخلة مسجلة للرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن عضو "كلنا إرادة" الدكتور بول سالم عن ترتيبات المشهد الإقليمي في مرحلة ما بعد الحرب وموقع لبنان فيها.


وقال: "من أجل أن تكون لدينا سياسة خارجيّة يجب أن تكون لدينا دولة وسيادة ومؤسسات، وكلّ هذه العناصر غائبة، بالمقابل كلّ طرف داخليّ لديه سياساته الخارجيّة ما يترجم بالتّالي بانهيار الدّولة".


أضاف: "نحن بحاجة إلى إعطاء أولويّة لمصلحة لبنان ولوضعنا الاقتصاديّ ما يعني علاقات قريبة مع الدّول العربية وعلاقة ندية مع ايران وانفتاح على العالم الغربي".


حداد

وتطرّق الأكاديمي والباحث في السياسات العامة أنطون حداد الى تأثير السيناريوهات المحتملة على المشهد السياسي الداخلي وتوازناته، فأشار إلى أن "الأولوية القصوى للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة هي منع توسع الحرب وتحولها إلى حرب مفتوحة".


واعتبر أنّه "بالتزامن مع ذلك يجب التصدي لمحاولة إدراج هذا المسعى في إطار صفقة تبادل تتعلق بتكوين السلطة في لبنان، إذ إن مثل هذا التوجه قد يبعد كأس الحرب والدمار لفترة لكنه يبقي لبنان في خانة المراوحة والتخبط والانهيار لسنوات عدة إضافية".


بيان

وأوضحت "كلنا إرادة" في بيان، أنّ "جلسة النقاش هذه تأتي في ظل غياب أي تصوّر سياسي للتعامل مع الأزمة، فيما يستمر التصعيد في جنوب لبنان، وكذلك إرتكاب الجرائم الإسرائيليّة في فلسطين ولبنان، الأمر الّذي يزيدُ من مخاطر الانزلاق نحو الحرب المفتوحة التي لا يتوقف قادة إسرائيل عن التهديد بها. وكذلك، كون الأحداث الحالية أظهرت حجم الانكشاف السياسي داخليا في ظل تفكك الدولة والاستقالة الطوعية للسلطة السياسية وعجزها التام عن امتلاك قرار الحرب والسلم، ما أدى إلى إضمحلال السياسة الخارجيّة وغياب أي دورٍ فعّال للدّيبلوماسيّة اللبنانيّة".


ورأت أنّ "هذا الغياب الكلّيّ للدولة لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لسيطرة حزب الله على القرار السياسي الاستراتيجي، ما يشكل امتدادا لعقود من الحروب بالواسطة التي جعلت لبنان أسيرا للمصالح الإقليمية على حساب مصلحته الوطنية".

MISS 3