آذار هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان القولون. وفي هذا الإطار، بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظّمة الصحة العالمية، تطلق جمعية «سعيد» المتخصّصة بالتوعية حول هذا المرض نشاطها السنوي للعام 2024، الأحد 10 آذار في البيال- بيروت. «نداء الوطن» تواصلت مع رئيسة ومؤسّسة جمعية «سعيد» السيدة هناء نمر، التي شدّدت على أهمية إجراء الكشف المبكّر، داعيةً الجميع من كافة الأعمار للمشاركة في هذا النشاط التوعوي المجاني.
قمتِ بتأسيس الجمعية عام 2016 على اسم زوجك «سعيد» الذي رحل بعد إصابته بسرطان القولون. كيف استطعتِ تحويل الألم والفقدان الى رسالة دعم وتوعية؟
إضافة الى أنّ الجمعية تحمل إسم زوجي سعيد SAID، الإسم يختصر أيضاً الأحرف الأولى من عبارة Spread Awereness Increase Detection. أنا خسرتُ زوجي عام 2012، ومررتُ بفترة حزنٍ شديد وكآبة. وبعد مرور سنتين، وكوني كنتُ قد قرأتُ كثيراً عن هذا المرض حين واكبتُ زوجي في مرحلة العلاج، وانطلاقاً من قناعتي بأنّ ما مررنا به لا يجب أن يتكرّر مع الآخرين، قررتُ إطلاق مبادرة ما تهدف الى التوعية. تواصلتُ مع أشخاص من محيطي وعرضتُ عليهم الفكرة، كان أوّلهم طبيب إختصاصي في الجهاز الهضمي وممرّضة، إضافة الى عدد من الأشخاص الذين تحمّسوا للمشاركة في تأسيس الجمعية. وحين باشرتُ بالعمل وإطلاق النشاطات التوعوية فيها، بدأتُ تدريجياً أتخلّص من الكآبة التي لازمتني بعد وفاة زوجي.
تقيمون نشاطاً الأحد 10 آذار. ما هي تفاصيله وماذا يتضمّن؟
هو نشاط سنوي، أطلقناه في العام 2019 بعنوان March in blue for colon cancer، بهدف تشجيع رياضة المشي، التي تشكّل بحدّ ذاتها عامل حماية من سرطان القولون، ومن أمراض نفسية وجسدية عدة. حينها شارك أكثر من ألف شخص في المسيرة بشكلٍ عفويّ، وارتدوا اللون الأزرق الذي يرمز عالمياً الى شعار التوعية حول سرطان القولون. واستمرّينا بإقامة النشاط سنوياً، حتى خلال فترة الحجر الصحي أطلقناه بشكلٍ إفتراضيّ حيث مشى المشاركون أمام منازلهم وأرسلوا صورهم أونلاين. كما أطلقنا نادي المشاة الذي يضمّ أشخاصاً يرتدون اللون الأزرق ويشاركون في المشي، علماً أنه يمكن لأي كان أن يشارك بالمشي من أمام منزله. ننتظر الجميع هذه السنة في البيال من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى الثانية بعد الظهر. ستكون هناك مشاركة كثيفة من مستشفيات وجمعيات ومؤسّسات كبيرة. وسوف يتم تأمين الـfit لإجراء الفحوصات مجاناً. إضافة الى أنّه سيكون هناك جناح للأطفال وألعاب ومسابقات وجوائز لكل الفئات العمرية. وهدفنا أن يجمع هذا النشاط بين التسلية والتوعية.
النشاط سيكون بمشاركة الإعلامي ميشال قزي. ما أهمية دور الإعلاميين والفنانين والمشاهير في نشر التوعية؟
دورهم أساسيّ جداً في مساعدتنا على تسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، لأنّ اليد الواحدة لا تصفّق كما يقال. وهنا عليّ أيضاً أن أشكر الشاعر نزار فرنسيس وجميع الإعلاميين الذين شاركوا وأضاؤوا على هذا النشاط السنوي. مع الإشارة الى أنّ الممثّل خالد السيد سيشارك هذه السنة ويعطي شهادة حية.
كيف تساعد هذه الشهادات الحية على كسر «المحرمات» وتعزيز الحديث أكثر حول المرض؟
هناك عبارات نسمعها كثيراً حين نتحدّث عن السرطان، فيقال: «هيداك المرض»، أو «بعيد من هون». لكن فعلياً هو ليس بعيداً عن أيّ كان. فالحالات تتزايد وباتت تطال الفئة الشبابية أيضاً، و»ما حدا في فوق راسو خيمة». لذلك يجب كسر الحواجز عند الحديث عن هذا المرض، لأنّ التحدّث عنه يساهم في نشر التوعية، والتوعية تساعد على الكشف المبكّر والمباشرة بالعلاج قبل تقدّم الحالة، حيث تكون نسبة الشفاء أعلى. مع الإشارة الى أنّنا نؤمّن الـfit مجاناً في أكثر من 35 مختبراً على صعيد لبنان. كما أننا نساعد في تأمين فحص المنظار وكذلك تكلفة العلاج.
هل من رسالة تشجيعية منك حول أهمية الكشف المبكر وتشجيع الناس على إجراء الفحوصات؟
أقول لهم: درهم وقاية خير من قنطار علاج. بادروا اليوم الى إجراء التحاليل. قد يرى البعض أنّ التحضير لإجراء فحص المنظار مزعج، لكنّه يبقى أقلّ إزعاجاً من اللحظة التي يخرج فيها الطبيب كي يُخبر أهل المريض عن إصابته بسرطان القولون، وكلّ ما يلي ذلك من معاناة. أعود وأكرّر أنّ الفحوصات موجودة ومجانية. نحن الى جانبكم. يكفي أن تتواصلوا معنا على رقم الجمعية أو عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي، كي نؤمّن لكم الفحص مجاناً، ونصلكم بأقرب مختبر في المنطقة التي تتواجدون فيها. كما أدعو الجميع الى المشاركة في النشاط السنوي الأحد 10 آذار في البيال، فهو مجاني ويجمع بين رياضة المشي والتسلية والتوعية الصحية، «فلنمشِ من أجل صحّتنا».
