طهران تضطهد النساء غير المحجّبات

02 : 00

فتاتان إيرانيّتان تتجوّلان بلا حجاب في طهران الأحد الفائت (أ ف ب)

كشفت «منظمة العفو الدولية» في تقرير يستند إلى شهادة أكثر من 40 امرأة داخل إيران نُشر أمس قبيل اليوم العالمي للمرأة الجمعة، أن السلطات الإيرانية تُخضع النساء لمراقبة واسعة النطاق في الأماكن العامة لفرض الحجاب الإلزامي، حتّى داخل السيارات، وتفرض عليهنَّ عقوبات تشمل مصادرة المركبات في حال عدم الالتزام، مؤكدةً أن النساء يُمنعنَ من ركوب وسائل النقل والمطارات والحصول على الخدمات المصرفية ويُشترط عليهنَّ وضع الحجاب، فيما تُحال النساء اللواتي يُخالفنَ هذه القوانين إلى المحاكمة.

وفي تفاصيل هذا الاضطهاد لنساء إيران، أشارت المنظمة إلى «عمليات تفتيش جماعية تقوم بها الشرطة» تستهدف السائقات، لافتةً إلى أن الصور التي تلتقطها كاميرات المراقبة أو التقارير الواردة من عناصر يرتدون ملابس مدنية ويستخدمون تطبيق الشرطة «ناظر»، تتعرّف إلى لوحات تسجيل المركبات التي تقودها نساء أو تقلّ نساء يُشتبه في خرقهنَّ للقواعد، ثمّ تتلقى النساء اللواتي خالفنَ القانون رسائل نصية تأمرهنَّ بالتوجه إلى مركز للشرطة وتسليم السيارة.

ولفتت المنظمة إلى أن مئات الآلاف من أوامر حجز المركبات صدرت على هذا الأساس، بينما قد يُفرج عن السيارات في بعض الحالات بعد 15 إلى 30 يوماً إثر دفع مبلغ معيّن، وصفته المنظمة بأنه «تعسّفي»، وتوقيع تعهّد مكتوب بالالتزام بالحجاب.

وأكدت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة ديانا الطحاوي أنه «في محاولة شريرة لإرهاق مناهضي الحجاب الإلزامي في أعقاب انتفاضة «إمرأة، حياة، حرّية»، تُرهب السلطات الإيرانية النساء والفتيات من خلال إخضاعهنَّ للمراقبة والسيطرة الشُرطية المستمرّة، ما يُعطّل حياتهنَّ اليومية ويسبّب لهنَّ ضائقة نفسية هائلة»، عبر «أساليب قاسية من إيقاف النساء السائقات على الطريق وتنفيذ مصادرة جماعية لسياراتهنَّ إلى فرض أحكام بالجلد اللاإنساني وأحكام بالسجن».

وفي هذا الإطار، تلقّت الناشطة رؤية حشمتي 74 جلدة لظهورها حاسرة الرأس في مكان عام في كانون الثاني الماضي بناءً على حكم قضائي. وأقرّ مجلس الشورى في أيلول 2023 «مشروع قانون دعم ثقافة العفة والحجاب» الذي يُشدّد العقوبات على من ينتهكونه، بينما ينتظر النصّ الآن موافقة مجلس صيانة الدستور.

وكانت قد اندلعت في أيلول 2022 ثورة «إمرأة، حياة، حرّية» في أعقاب مقتل الشابة مهسا أميني بعد احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» في طهران بتُهمة انتهاك قواعد اللباس الإسلامي. وتواصلت التظاهرات أشهراً طويلة، ثمّ تراجعت بعد حملة قمع تخلّلها مقتل المئات واعتقال الآلاف، بحسب منظمات غير حكومية.

MISS 3