مضاد عام لسموم الأفاعي... أقرب إلى الواقع

02 : 00

يحتاج من يتعرض للدغات الأفاعي السامة إلى مضاد سموم. لكن تستهدف هذه العلاجات أجناساً محددة للأسف، ما يعني ضرورة تلقي الترياق الذي يناسب فصيلة الأفعى. في معظم الأحيان، لا يعرف الناس نوع الأفعى التي لدغتهم، ولا يمكن إيجاد مضادات سموم لجميع أنواع الأفاعي أصلاً. لكن قد يسمح بحث جديد بتطوير ترياق قادر على إبطال مفعول سموم جميع أنواع الأفاعي.

تُعتبر السموم العصبية من أبرز الأنواع الموجودة في سموم الأفاعي. تمنع هذه السموم انتقال الإشارات العصبية من الدماغ إلى العضلات، ما يؤدي إلى شلّها. يصل مفعول الشلل إلى العضلات التي تنفخ الرئتين وتُفرّغهما، لذا يتوقف البشر والفرائس عموماً عن التنفس سريعاً ويموتون.

يحمل الجسم المضاد الذي ابتكره العلماء في المختبر اسم 95Mat5، وقد تم اكتشافه بعد تحليل 50 مليار جسم مضاد فريد من نوعه لإيجاد الأنواع القادرة على رصد السموم العصبية لدى أجناس كثيرة وإبطال مفعول آثارها القاتلة.

عند ضخّ الجسم المضاد لدى الفئران التي تلقّت جرعات قاتلة من السم، منع الترياق شلّ القوارض ونفوقها في جميع عيّنات السموم التي خضعت للاختبار.

تُعتبر هذه النتائج مثيرة للاهتمام، فهي تثبت أن ابتكار أجسام مضادة في المختبر ممكن لإبطال آثار السموم التي تضخها أجناس كثيرة من الأفاعي، ما يجعل تطوير مضاد سموم عام خياراً واقعياً.

لكن يبقى ترياق 95Mat5 جسماً مضاداً فردياً لا يعطي مفعوله إلا ضد السموم العصبية. كي يصبح مضاد السموم عاماً، يجب أن تُستعمَل مجموعة من الأجسام المضادة لأن سموم الأفاعي لا تتضمّن السموم العصبية وحدها.

تتعلق عوائق أخرى بضرورة تخزين هذه المضادات الجديدة في الثلاجة للحفاظ على مفعولها. يجب أن يتأكد الباحثون إذاً من إمكانية توزيعها في المناطق التي تبقى دافئة في معظم الأوقات ولا تملك كهرباء متواصلة للاحتفاظ بمضادات السموم في الثلاجة.

أخيراً، تُعتبر الأجسام المضادة المصنوعة في المختبر من أغلى الأدوية في العالم. رغم النتائج الواعدة، يجب أن يحرص العلماء على تقديم مضادات سموم مقبولة الكلفة للأشخاص الأكثر عرضة للدغات الأفاعي، علماً أن معظمهم يقيم في أفقر مناطق العالم.

MISS 3