أزمة هايتي تفرض "اجتماعاً طارئاً"في جامايكا

02 : 00

الوضع الأمني يتدهور بسرعة في هايتي (أ ف ب)

شكّلت الأزمة الأمنية والسياسية التي تعصف بهايتي محور «اجتماع طارئ» في جامايكا دعت إلى عقده مجموعة الكاريبي «كاريكوم» بحضور ممثلين لفرنسا وكندا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، في ظلّ إجلاء السفارات الغربية ديبلوماسييها من العاصمة بور أو برنس التي باتت بمعظمها تحت سيطرة عصابات إجرامية، بعدما تفاقمت في نهاية الأسبوع الماضي أعمال العنف المرتبطة بالعصابات التي تطالب مثل جزء من السكان، باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري «العالق» في بورتوريكو الأميركية.

وفي هذا الإطار، حضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاجتماع في جامايكا، حيث زار كينغستون لمناقشة الجهود الرامية إلى «انتقال سياسي سريع في هايتي عبر إنشاء هيئة رئاسية مستقلّة ذات قاعدة عريضة ونشر بعثة للدعم الأمني متعدّدة الجنسيات»، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر، فيما كان نائب رئيس غويانا بارات جاغديو قد أكد الأحد أن الدول المعنية «ستسعى إلى استعادة النظام وإعادة الثقة إلى الشعب الهايتي» في مواجهة «المجرمين الذين سيطروا على البلاد».

في الموازاة، أجلي جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في بور أو برنس أمس، حيث أشار المتحدث باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بيتر ستانو، إلى أنه «في ظلّ التدهور الكبير في الوضع الأمني، قرّرنا تقليص أنشطتنا على الأرض ونقلنا موظفي بعثة الاتحاد الأوروبي في بور أو برنس إلى مكان أكثر أماناً خارج البلاد، وأجلينا جميع موظّفي الاتحاد الأوروبي من هايتي»، بينما أعلنت البعثتان الأميركية والألمانية خطوة مماثلة خلال نهاية الأسبوع الماضي.

ويأتي ذلك فيما تشهد العاصمة اشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلّحة التي تُهاجم مواقع استراتيجية، بما في ذلك القصر الرئاسي وأقسام الشرطة والسجون. ووصفت المنظمة الدولية للهجرة العاصمة الهايتية بأنها «مدينة تحت الحصار»، بينما أعلنت السلطات «حال الطوارئ» قبل أسبوع، من دون القدرة على فرضها.

ولمعالجة هذه المشكلة وافق مجلس الأمن الدولي على إرسال بعثة دولية بقيادة كينيا لمساعدة الشرطة الهايتية، لكن نشر هذه البعثة تأخّر، في حين دعا مجلس الأمن أمس كلّ الأطراف السياسيين في هايتي إلى «مفاوضات جدّية» لـ»استعادة المؤسّسات الديموقراطية» في البلاد. وحضّ العصابات المسلّحة على «التوقف فوراً عن أعمالها المزعزعة للاستقرار».

تُجدر الإشارة إلى أن هايتي التي لا رئيس أو برلمان لها حاليّاً، لم تشهد انتخابات منذ عام 2016. وكان يفترض أن يُغادر هنري الذي عيّنه الرئيس جوفينيل مويز قبل اغتياله في عام 2021، موقعه في أوائل شباط، لكنّه بقي في منصبه ووقّع اتفاقاً في نيروبي في بداية الشهر الحالي للسماح بإرسال عناصر شرطة كينيين، ويحاول منذ ذلك الحين العودة إلى هايتي.

MISS 3