البرتغال: اليمين الوسط بين فكَّي "شيغا" والإشتراكيين!

02 : 00

قائد "التحالف الديموقراطي" لويس مونتينيغرو يحتفل بالفوز أمس الأوّل (أ ف ب)

غداة الانتخابات التشريعية الأحد التي سجّلت أعلى نسبة مشاركة منذ نحو 30 عاماً والتي أنهت 8 سنوات من حكم الاشتراكيين، وجد البرتغاليون أنفسهم أمس أمام برلمان سيواجه فيه اليمين الوسط الذي فاز بفارق ضئيل، صعوبة في الوفاء بوعده بتشكيل حكومة مستقرّة من دون الاعتماد على حزب «شيغا» اليميني الحازم الذي ضاعف عدد مقاعده 4 مرّات، قبل 3 أشهر من الانتخابات الأوروبّية حيث يتوقع أن يُحقق اليمين الحازم تقدّماً مهمّاً على المستوى الأوروبي.

وتأكد الصعود الجديد لحزب «شيغا» (كفى) بعد انتخابات الأحد، إذ ارتفع عدد مقاعد الحزب المناهض للنظام الذي أسّسه أندريه فينتورا عام 2019، من 12 إلى 48 نائباً، من إجمالي 230 يتألّف منهم البرلمان البرتغالي، ليُصبح بذلك ثالث قوة سياسية في البلاد مع حصوله على 18 في المئة من الأصوات.

ويأتي ذلك في حين اكتفى «التحالف الديموقراطي» من يمين الوسط بقيادة لويس مونتينيغرو بفوز بسيط أمام الحزب الاشتراكي، الذي اصطفّ خلف زعيمه الجديد بيدرو نونو سانتوس بعد استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال أنطونيو كوستا مطلع تشرين الثاني الماضي.

وقبل تخصيص الولايات الأربع للدوائر الأجنبية، حصل «التحالف الديموقراطي» على 29.5 في المئة من الأصوات و79 مقعداً، بينما حصل الحزب الاشتراكي على 28.7 في المئة من الأصوات و77 نائباً. وبالتالي، لا تسمح النتيجة للفائز بتشكيل غالبية لا من 116 نائباً على الأقلّ بمفرده، ولا حتى ضمن ائتلاف مع حزب ليبرالي صغير جاء في المركز الرابع مع 5 في المئة من الأصوات و8 مقاعد.

وكان مونتينيغرو قد اعتبر الأحد أنه حقّق فوزاً «ثابتاً»، مشدّداً على أنه يُريد الحكم «بغالبية نسبية» ويعوّل على «مسؤولية» الاشتراكيين، الذين طلب منهم عدم التصويت على اقتراح لحجب الثقة إلى جانب «شيغا» لإسقاط حكومته المستقبلية.

من جهته، أقرّ سانتوس بهزيمته وتولّى على الفور دور زعيم المعارضة، محذّراً من أنه لا يشعر بأنه ملزم السماح بتمرير الموازنة المقبلة، الاستحقاق الذي سيكون بمثابة اختبار للغالبية الهشّة من يمين الوسط، العالقة بين الاشتراكيين اليساريين واليمين الحازم.

تجدر الإشارة إلى أنه في البرتغال، لا تحتاج السلطة التنفيذية إلى تصويت في البرلمان لتولّي مهامها، ما قد يحدث مطلع الشهر المقبل، فيما يبدأ رئيس الجمهورية المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا اليوم التشاور مع الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهي مرحلة ضرورية لتسمية رئيس الوزراء المقبل. وسيكون مونتينيغرو آخر من يتشاور معهم دي سوزا في 20 الحالي.

وتعقيباً على نتائج الإنتخابات، اعتبرت صحيفة «كورييو دا مانها» أن «الإعصار «شيغا» يُعيد البلاد إلى اليمين»، بينما لخّصت صحيفة «جورنال دي نوتيسياس» نتائج الأحد بأنها «فوز هشّ وبلد مشتّت».

MISS 3