لحظة محورية في تاريخ البشرية: الكوارث بدأت تلوح في الأفق

02 : 00

توصّلت مراجعة جديدة حول التغيّر المناخي العالمي إلى استنتاج مؤكّد: تتّجه البشرية نحو كارثة كبرى ما لم يتّخذ المعنيون الخطوات اللازمة لتغيير الوضع.



 يتكلم الباحثون في تقريرهم عن أضرار مناخية تصل كلفتها إلى تريليونات الدولارات، وتعرّض مليارات الناس للمشاكل حول العالم، وخسارة حياة ملايين الأشخاص بسبب زيادة سخونة كوكب الأرض بوتيرة متسارعة.

يُركّز التقرير على النقاط الحرجة، أي التحوّلات المفاجئة والجذرية في الظروف المناخية بعدما بلغت تغيّرات بيئية أصغر حجماً ذروتها. تشمل تلك التحوّلات الكارثية تدمير الشعاب المرجانية على نطاق أوسع وانهيار أكبر الطبقات الجليدية.

يشير التقرير إلى عدد من التفاعلات بين عوامل مؤثرة كبرى حول العالم، ويستنتج أن معظمها يزعزع التوازن القائم. يوشك جزء من الأنظمة البيئية على خوض تغيرات جذرية، بما في ذلك الصفائح الجليدية في غرينلاند، وقد تطلق الاضطرابات هناك سلسلة من التأثيرات التي تجتاح العالم أجمع، ما يؤدي إلى انهيار أنظمة أخرى.

تقول عالِمة الأرض، كارولين لير، من جامعة «كارديف» في المملكة المتحدة: «يكشف بحثنا أن أبسط التبدّلات الطبيعية على مستوى كمية غازات الدفيئة في الماضي غيّرت أجزاءً مختلفة من كوكب الأرض، بدءاً بمستوى البحر وصولاً إلى أنظمة بيئية كاملة. من دون اتخاذ خطوات مناخية بارزة، نتوقّع أن يتكرّر السيناريو نفسه بسبب تسارع التغيّرات الحاصلة في نسبة غازات الدفيئة نتيجة حرق الوقود الأحفوري».

يحذر الباحثون من خسارة كارثية في مجال زراعة المحاصيل، ما يعني احتمال فقدان حتى نصف المناطق العالمية المُعدّة لزراعة القمح والذرة وتعريض استقرار المجتمعات للخطر. بدأت هذه العمليات تتّضح منذ الآن، فقد وقع أكثر من 27 مليون طفل ضحية الجوع بسبب أحوال الطقس المتطرفة في العام 2022 وحده.

لكن يمكن تغيير هذا المصير الكارثي حتى الآن. يدعو الباحثون إلى تنسيق السياسات العالمية للحدّ من المراحل المفصلية السلبية ودعم مقاربة أكثر استدامة لحماية مظاهر الحياة على الأرض. يجب أن يتخلى الناس مثلاً عن الوقود الأحفوري تدريجياً قبل العام 2050، تزامناً مع تقديم الحوافز لمتابعة تطوير البنى التحتية اللازمة لمصادر الطاقة المتجدّدة.

لتجنّب التداعيات المتوقعة ومنع انهيار عالم الطبيعة، لا بدّ من اتخاذ خطوات ملموسة وفاعلة، وهي إجراءات يستطيع البشر تطبيقها برأي الباحثين.

MISS 3