إنطلاق سفن أميركية من فرجينيا لبناء "ميناء مُوَقّت" في القطاع

حظوظ "هدنة غزة" تتراجع... وإسرائيل تتهيّأ لـ"صلاة الجمعة"

02 : 00

طفل فلسطيني ينتظر بفارغ الصبر تناول وجبة الإفطار في رفح أمس (أ ف ب)

تراجعت بشكل ملحوظ حظوظ تحقيق هدنة في اليوم الـ158 للحرب في قطاع غزة أمس، حيث ذكرت قطر أن إسرائيل وحركة «حماس» ليستا قريبتَين من اتفاق، مؤكدةً في الوقت عينه استمرارها في العمل للتوصّل إلى اتفاق خلال شهر رمضان. لكنّها حسمت عدم استطاعتها «تقديم أي جدول زمني» للتوصّل إلى اتفاق، مشيرةً إلى أن «الوضع معقّد للغاية على الأرض».

وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل التوصّل إلى هدنة، كشف مصدر في «حماس» لوكالة «فرانس برس» أن «الاتصالات والمشاورات التي يُجريها الوسطاء في مصر وقطر مستمرّة مع إسرائيل في مسعى للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن لا يوجد أي اختراق» حتّى الآن.

وفي جديد التوتر المتصاعد بين واشنطن وتل أبيب، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان أن الرئيس جو بايدن «لن يدعم» عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لا توفّر حماية للمدنيين، معتبراً أن «مسار الاستقرار والسلام في المنطقة لا يكمن في اجتياح رفح».

وقال سوليفان إن هناك مقترحاً لوقف إطلاق النار لمدّة 6 أسابيع يشمل الإفراج عن الجرحى والنساء، والكرة في ملعب «حماس»، مضيفاً: «نُشجّع إسرائيل للبقاء منخرطة في المفاوضات، وهناك أمل للتوصل إلى هذا الاتفاق»، بينما جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد أنّه سيمضي قدماً في الحملة العسكرية على رفح.

توازياً، نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير أن نتنياهو غضب بسبب تقرير للاستخبارات المركزية الأميركية الذي يُشير إلى احتمال فقدانه السلطة، مؤكداً أن نتنياهو قرّر عقب هذا التقرير خوض مواجهة قوية مع بايدن.

في الأثناء، انطلقت من قاعدة في فرجينيا أمس 4 سفن تابعة للجيش الأميركي على متنها نحو 100 جندي وما يلزم من تجهيزات لبناء «ميناء مُوَقّت» على ساحل غزة يُتيح توصيل مساعدات يحتاج إليها السكان بشدّة.

والمنشأة الجديدة التي ستضمّ منصّة بحرية لإعادة شحن المساعدات من سفن كبيرة إلى سفن صغيرة ورصيفاً لنقلها إلى الشاطئ، يتوقّع أن تبدأ عملها «بعد 60 يوماً»، وفق ما صرّح البريغادير جنرال براد هينسن لصحافيين.

تزامناً، أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح أمس أوّل سفينة تحمل مساعدات عبر الممرّ البحري بين الجزيرة المتوسطية وغزة. وقالت المتحدّثة باسم منظمة «أوبن آرمز» الإسبانية غير الحكومية لورا لانوزا إنّ السفينة التي تحمل اسم المنظمة من المفترض أن تستغرق رحلتها «عدّة أيّام» للوصول إلى ساحل القطاع. وتحمل السفينة نحو 200 طنّ من الأرز والدقيق والمعلبات.

في السياق، ندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي، باستخدام الجوع «سلاحاً للحرب» في غزة، معتبراً أن «هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، هي ليست فيضاناً أو زلزالاً، بل من صنع الإنسان».

وفي الضفة الغربية والقدس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مساء أمس مقتل الفتى الفلسطيني رامي حمدان الحلحولي (12 عاماً) برصاص قوات حرس الحدود خلال صدامات في مخيّم شعفاط في القدس الشرقية، حيث كشفت الشرطة الإسرائيلية عن تعزيز قواتها في المنطقة مشيرةً إلى انتشار مئات من عناصرها في القدس الشرقية منذ بداية رمضان.

وأوضحت الشرطة أنها ستنشر عدّة آلاف من عناصرها في البلدة القديمة في القدس وما حولها في أوّل جمعة من رمضان حين يُتوقع وصول أعداد كبيرة من المصلّين إلى المسجد الأقصى، متحدّثةً عن إحباط 38 عملية أمنية فلسطينية في القدس منذ 7 تشرين الأوّل.

إقليميّاً، أسقطت سفينة عسكرية إيطالية طائرتَين مسيّرتَين في البحر الأحمر في إطار العملية الأوروبّية «أسبيدس» التي تهدف إلى التصدّي لهجمات المتمرّدين الحوثيين، فيما ستُرسل الحكومة البريطانية السفينة «دايموند» الحربية إلى البحر الأحمر وخليج عدن لتتسلّم مهمة حماية حركة الشحن العالمية من السفينة «ريتشموند». وكانت القوات الأميركية قد أعلنت مساء الإثنين، احباط هجمات حوثية من خلال تدميرها مسيّرة تحت الماء و18 صاروخاً باليستيّاً مضاداً للسفن.

في الموازاة، ذكرت شركة «أمبري» للأمن البحري أمس أن 20 مسلّحاً صعدوا على متن سفينة بضائع قبالة الصومال وسيطروا عليها، مشيرةً إلى أن السفينة هي ناقلة بضائع سائبة ترفع علم بنغلادش وكانت تُبحر من موزامبيق إلى الإمارات.

MISS 3