عماد موسى

ساعدونا نساعدكم

24 تموز 2020

02 : 00

إذا أردت أن تعرف ماذا طلب البروفيسور حسّان دياب من ناظر خارجية فرنسا إيف لودريان، فعليك التواصل مع مستودع أسراره المنشد الدكتور علي بركات، أو مع النجم الواعد زين العمر الذي يتابع جولاته على المسؤولين اللبنانيين واضعاً كل إمكاناته في خدمة مسيرة العهد ومكافحة الفساد. الأرجح أن دياب طلب أن تساعده الديبلوماسية الفرنسية، بما لديها من علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، بموضوع تعويضه. وقد يكون اقترح على لودريان أن يتصل بمايك بومبيو، ليتصل الأخير بفضلو خوري، كي يفرج عن تعويض دياب ويحوّله إلى أي جنة ضريبية بالدولار. وإذا تعذر الأمر فليكن باليورو. "عيب الواحد يحكي يا مايك، مكسور 6 أشهر على إيجار البيت"ّ.

وطلب حسّان من أخيه إيف أن تساعده فرنسا على سعد الحريري الذي يشوّه صورته أينما حلّ."أنا شو عامل لسعد حتى بيكرهني هالقد".

كما تمنى عليه تحريك المساعدات التي اُقرّت في مؤتمر "سيدر". واعداً بالسير قدماً بالإصلاحات وسلّمه نسخة عن إنجازات أول 6 اشهر من عهده.

وعندما كرر إيف مطلب فرنسا "ساعدونا لنساعدكم" إنتفض حسّان وأسمع ضيفه الفرنسي كلمتين من العيار الثقيل: "اعملوا إصلاحات حضرة الوزير نساعدكم". ووقف منهياً الإجتماع وفق ما رشح من مصادر علي بركات.

وسمع إيف لودريان في لقائه المسؤولين اللبنانيين معزوفة تمسّك لبنان باليونيفيل من دون تعديل في مهامها أي أن تكون "شاهداً ما شفش صاروخاً ولا شاف نفقاً ولا شاف عملاً يثير الشبهة" وسمع ما مفاده: " قدّي بدّك تسلّملي على فخامة الرئيس ماكرون. رزق الله على هاتيك الأيام".

وفي جولة العروس التقليدية على القصور الثلاثة، وكما يفعل كل زوّار لبنان، حط إيف لودريان رحاله في عين التينة، وتعرّف إلى "الإستيذ" من كثب، ولشدة اندهاشه برئيس السلطة التشريعية وإعجابه به نسي الهدف من زيارته ومختصرها "ساعدونا لنساعدكم". في أي حال الرئيس بري استوعب ضياع ضيفه وأبدى جهوزيته للمساعدة وقد طلب من علي بزي التواصل مع الجانب الفرنسي للوقوف على حاجات الفرنسيين الملحة. لن يجوع فرنسي ولن يبقى طالب فرنسي خارج صفه بوجود الرئيس بري... هذا ما أُبلغ به لودريان وهو يغادر قصر الرئاسة الثانية.

لم يتوقع بعض المسؤولين اللبنانيين أن تكون طبيعة المساعدة التي يحملها لودريان في جعبته مجرّد أفكار متعلقة بالإصلاحات وبرغبة فرنسا الحنون في أن يتعاون لبنان الناكر للجميل مع الصندوق الدولي لمساعدته. ظنّ مسؤولونا أن المساعدة الفرنسية مطروحة على شكل "وديعة" أو "مكرمة" أو "هبوصة يورو" أو باخرة فيول في أسوأ الأحوال. لبنان شحّاد ومشارط. ألم يخبروا لودريان بذلك؟