"أكبر كائن على الإطلاق" ليس بالضخامة التي تصوّرها العلماء

02 : 00

في السنة الماضية، إكتشف علماء أحفوريات بقايا متحجرة لحوت منقرض عمره 39 مليون سنة في البيرو، ويبدو أنه يتحدى حجم الفقاريات النموذجي.



وفق تقديرات سابقة، يتراوح وزن حوت «بيريكتوس كولوسوس» بين 85 و340 طناً. لكن بما أن طوله يتراوح بين 17 و20 متراً، يعني ذلك أن الحيوان كان ضخماً بدرجة مستحيلة.

كان هذا الحوت ليجد صعوبة فائقة في البقاء على سطح المياه أو حتى مغادرة قاع البحر، لأن أي حركة في المياه تتطلب سباحة متواصلة ضد الجاذبية.

لكن يظن علماء من «متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي» أن عظام حوت «بيريكتوس» السميكة بدرجة غير مألوفة تنسف التقديرات السابقة حول ضخامة جسمه.

تحمل العظام المتحجرة التي اكتشفها العلماء حديثاً (مجموعة من الفقرات، والضلوع، وحوض غير مكتمل) خصائص غير مألوفة، وهي قريبة من تلك الموجودة لدى خراف البحر أكثر من الحيتان المعاصرة.

تزيد سماكة خراف البحر بسبب وجود طبقات إضافية تُخفف تجاويف العظم الداخلية وتزيد حجمها الخارجي. لا تظهر هذه الحالة العظمية لدى أبقار البحر الحديثة فحسب، بل لدى زواحف بحرية منقرضة من نوع البليزوصورات أيضاً. تساعدها هذه الخاصية على تنظيم قدرتها على العوم في بيئاتها المائية. يبدو أن حوت «بيريكتوس» كان يشاركها هذا التكتيك.

بعد أخذ هذه العوامل بالاعتبار، يظن العلماء أن حوت «بيريكتوس» الذي يصل طوله إلى 17 متراً يُفترض أن يزن بين 60 و70 طناً. يسمح هذا الوزن الجديد للحوت بالصعود إلى السطح والبقاء هناك تزامناً مع التنفس والتعافي من تعب الغوص، كما تفعل معظم الحيتان الأخرى.

وحتى لو لم تكن العيّنة الخاضعة للتحليل ناضجة بالكامل، يصل طول الحوت الراشد إلى عشرين متراً ولا يضاهي وزنه (110 أطنان) ثقل الحوت الأزرق العملاق (270 طناً).

لا يزال الحوت الأزرق متفوقاً على الأجناس الأخرى باعتباره أثقل حيوان على الإطلاق. قد لا يكون حوت «بيريكتوس» الأكبر حجماً إذاً، لكنه يبقى ثقيلاً. مع ذلك، لم يتّضح دوره حتى الآن في شبكات الغذاء الخاصة بالمحيطات القريبة من الشاطئ في عصر الأيوسين الأوسط.

MISS 3