الأخطبوط يحمل أقدم كروموسومات جنسية في عالم الحيوان

02 : 00

توصّل العلماء إلى اكتشاف جديد عن جينوم الأخطبوط، إذ يبدو أن رأسيات الأرجل قد تحمل أقدم الكروموسومات الجنسية من بين جميع الحيوانات. إنه اكتشاف بارز لأن العلماء ما كانوا يعرفون حتى الفترة الأخيرة أن هذه الكائنات الغريبة تحمل أي شكل من أدوات تحديد الجنس في جيناتها. للتمييز بين الذكور والإناث، لطالما اتكل علماء الأحياء على المراقبة بكل بساطة، فيميّزون بين المجموعات التي تضع البيض وتلك التي تنتج الحيوانات المنوية.



حلل باحثون من جامعة «أوريغون» جينات أخطبوط ذات بقعتين في كاليفورنيا، فاكتشفوا أخيراً زوجاً استثنائياً من الكروموسومات. ظهر هذا الاكتشاف على الكروموسوم رقم 17، وهو لم يتّضح للباحثين إلا بعدما قارنوا جينوم الأخطبوط الذكر الذي تمت تجزئته بالكامل بجينوم أنثى الأخطبوط. بدا وكأن هذه الأنثى تفتقر إلى واحدة من النسختَين. تابع الباحثون استكشاف الموضوع وعثروا على آثار واضحة لنظام تحديد الجنس (ZW) الموجود لدى الطيور والقشريات وبعض الحشرات.

يتكل البشر على نظام XY، حيث يُحدد كروموسوما X تركيبة جسم الأنثى، بينما يبدأ الكروموسوم Y بتطوير الخصائص الذكورية. يلجأ الأخطبوط إلى نظام معاكس، إذ يحمل الذكور زوجاً من كروموسوم Z بينما تحمل الإناث كروموسوماً واحداً من نوع Z.

للتأكد من وجود هذا النظام لدى أنواع أخرى من رأسيات الأرجل، قارن الباحثون بين جينومات ثلاثة أجناس من الأخطبوطيات، وثلاثة أجناس من الحبار، ونوع من النوتيلوس المنتمي إلى فصيلة الرخويات، واستنتجوا أن الكروموسوم Z هو «أداة تطورية» مختلفة عن الكروموسومات الموجودة لدى أجناس مشابهة.

لهذا السبب، يفترض الباحثون أن الكروموسوم Z له أصل قديم وفريد من نوعه ظهر على الأرجح منذ مدة تتراوح بين 455 و248 مليون سنة. إذا ظهر الكروموسوم في مرحلة مبكرة من نهاية تلك الفترة الزمنية، قد يحمل الأخطبوط أقدم كروموسوم حيواني على الإطلاق، فيتفوق على بعض الحشرات التي تحمل كروموسومات جنسية منذ 450 مليون سنة.

تغيرت القصص الكامنة وراء الكروموسومات الجنسية في السنوات الأخيرة، وتكثر المعلومات التي يمكن اكتشافها عن مسار تطورها. قد يكون الأخطبوط، بجذوره التطورية العميقة، نموذجاً مبهراً لإطلاق هذا النوع من الأبحاث مستقبلاً.

MISS 3