العلماء يكتشفون كيفية تجديد المياه الجوفية في باطن الأرض

02 : 00

حين نقف في أي مكان من العالم، يجب أن نعرف أن المياه تتحرك تحت أقدامنا طوال الوقت. تُزوّد الطبقات الجوفية حوالى نصف سكان العالم بمياه الشرب، ويُستعمل نصف كمية المياه الإجمالية لريّ المحاصيل. تسمح هذه المياه بحماية الأنهار، والبحيرات، والأراضي الرطبة، في فترات الجفاف. المياه الجوفية نوع من الموارد المتجددة، لكن قد تحتاج بعض الطبقات الجوفية إلى عقود، أو حتى قرون، لاسترجاع مواردها بعد استنزافها. ترتكز الفرضية المرتبطة بهذا التحدّي راهناً على أماكن وطرق قياس مستوى المياه في الآبار.

جمع فريق من علماء البيانات وخبراء المياه والسياسات أول قاعدة بيانات عالمية عن تلك المستويات في دراسة جديدة، فحللوا ملايين القياسات المرتبطة بمستوى المياه الجوفية داخل 170 ألف بئر في أكثر من أربعين بلداً، واستكشفوا مسار تغيّر مستويات المياه الجوفية مع مرور الوقت.

توصّلت الدراسة إلى نتيجتَين أساسيتَين. أولاً، تبيّن أن تسارع استنزاف المياه الجوفية ظاهرة شائعة في أنحاء العالم وأن معدلات التراجع تسارعت في العقود الأخيرة، فقد انخفضت مستويات المياه بمعدل 20 إنشاً على الأقل سنوياً في بعض الأماكن.

ثانياً، يكشف البحث الجديد حالات عدة حيث أوقفت نشاطات متعمدة استنزاف المياه الجوفية، ما يعني أن المجتمعات ليست محكومة بخسارة إمدادات مياهها الجوفية التي تبقى مورداً مهماً يمكن استرجاعه عند تطبيق المقاربات المناسبة.

تتعدد الأماكن التي تشهد تجدّد مستويات المياه الجوفية. تستعمل المجتمعات استراتيجيات متنوعة لتجديد مصادر تلك المياه، منها تطوير إمدادات مائية جديدة وبديلة مثل الأنهار المحلية، وتبنّي سياسات مناسبة لتخفيض الطلب على المياه الجوفية، وإعادة ملء الطبقات الجوفية بمياه سطحية عمداً.

سجّلت بلدة «إلدورادو» في ولاية «أركنساس» الأميركية مثلاً تراجعاً في مستويات مياهها الجوفية بمعدل ستين متراً تقريباً بين العامين 1940 و2000، لأن الصناعات المحلية كانت تضخ المياه من الطبقات الجوفية. لكن بحلول العام 2005، بُنِي خط أنابيب لتحويل مسار المياه من نهر «أواتشيتا» إلى «إلدورادو»، ما أدى إلى تراجع الطلب على المياه الجوفية التي سجلت ارتفاعاً في مستواها مجدداً منذ ذلك الحين.

يكشف التحليل الجديد إذاً مدى أهمية مراقبة مستويات المياه الجوفية في مواقع عدة. تزامناً مع تراجع المستويات المائية في أماكن كثيرة، يجب أن تتلقى المجتمعات والشركات التي تتكل على المياه الجوفية معلومات دقيقة عن إمداداتها المائية كي تتمكن من اتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتها في الوقت المناسب.

MISS 3