شاطئ غزة "يحتضن" أولى سفن المساعدات

نتنياهو يرفض اقتراح "حماس" ويوافق على اجتياح رفح

02 : 00

خلال وصول أوّل سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى شاطئ غزة أمس (أ ف ب)

بعدما قدّمت حركة «حماس» إلى الوسطاء مقترحاً لهدنة في قطاع غزة يُفضي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاقتراح «الحمساوي» من دون أن يُغلق بشكل نهائي باب المفاوضات، معتبراً أن الحركة «تواصل التمسّك بمطالبها غير الواقعية»، وفق مكتبه الذي تحدّث في الوقت عينه عن أن إسرائيل «ستُرسل وفداً إلى الدوحة في إطار المفاوضات حول مبادلة رهائن محتجزين في غزة بسجناء فلسطينيين».

وكشف المكتب أن نتنياهو وافق على خطط العملية العسكرية في مدينة رفح، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص، لافتاً إلى أن الجيش يستعدّ للمسائل العملياتية ولإجلاء السكان المدنيين، في وقت أوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة لفيينا أن واشنطن لم تطّلع على أي خطط لعملية رفح، لكنّه أكد مجدّداً أنها تُريد «خطّة واضحة وقابلة للتنفيذ» لضمان أن المدنيين «بعيدون من الأذى».

وأشار بلينكن إلى أنّ الوسطاء يعملون «بلا كلل لسدّ الفجوات المتبقية» سعياً للتوصّل إلى اتفاق هدنة، بينما قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: «نشعر بتفاؤل حذر بأنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى أن اقتراح «حماس» يندرج «ضمن حدود» ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة.

وبخصوص اقتراح «حماس» الأخير، كشف مسؤول في الحركة لوكالة «فرانس برس» أنّه ينصّ على مرحلة أولى تتضمّن هدنة لستة أسابيع والإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى. مقابل ذلك، «تُفرج إسرائيل عن 20 إلى 30 أسيراً فلسطينيّاً مقابل كلّ محتجز إسرائيلي، وبينهم أسرى من ذوي المحكوميات العالية»، بينما تُطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلاً فلسطينيّاً مقابل الإفراج عن كلّ جندي محتجز.

وأوضح المسؤول أن بين الرهائن الذين تقترح الحركة الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، مجنّدات. كما تشمل المرحلة الأولى «الانسحاب العسكري من كلّ المدن والمناطق المأهولة» في القطاع، و»عودة النازحين من دون قيود وتدفّق المساعدات بما لا يقلّ عن 500 شاحنة يوميّاً». وفي المرحلة الثانية، تُفرج «حماس» عن جميع الرهائن لديها مقابل «عدد يُتّفق في شأنه من الأسرى الفلسطينيين». وتطالب الحركة كذلك بـ»الانسحاب العسكري الكامل من القطاع، وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار وفتح المعابر».

وكان لافتاً إشادة الرئيس الأميركي جو بايدن بخطاب زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الداعي إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، مؤكداً أنّ الكثير من الأميركيين قلقون في شأن طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب في غزة. وكشف أن شومر اتصل بموظّفي البيت الأبيض ليقول إنّه سيُدلي بهذه التعليقات.

ميدانيّاً، «احتضن» شاطئ غزة أوّل سفينة تحمل مساعدات إنسانية، حيث بدأت تفريغ حمولتها البالغة 200 طنّ على ساحل القطاع. وقالت المتحدّثة باسم منظّمة «وورلد سنتر كيتشن» التي تعمل بالشراكة مع الإمارات، ليندا روث، إنّ منظّمتها «تُفرغ القاطرة التي توقفت الآن بمحاذاة الرصيف» الموَقت، بعدما جرّتها سفينة منظمة «أوبن آرمز» التي أبحرت من قبرص، بينما ذكر الجيش الإسرائيلي أن قوّاته «انتشرت لتأمين المنطقة».

في الأثناء، منعت قوات الجيش والشرطة منذ ساعات صباح الجمعة، وصول آلاف المصلّين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان، كما منعت دخول الطواقم الطبّية. واقتصر عدد المصلّين على سكّان القدس الشرقية وفلسطينيي 48 وعدد قليل من سكان الضفة الغربية.

إقليميّاً، أخطأ صاروخ سفينة تجارية في عرض البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، بحسب ما أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان، تزامناً مع إعلان المتمرّدين الحوثيين سلسلة هجمات شملت «سفينة إسرائيلية» في إطار تعهّدهم توسيع عملياتهم لتشمل المحيط الهندي، بينما أعلن الجيش الأميركي فجراً تدمير 9 صواريخ باليستية مضادّة للسفن وطائرتين بلا طيّار كان الحوثيون على وشك إطلاقها.

MISS 3