"حوادث" تُرافق "انتخابات المُبايعة"... وبوتين يتوعّد كييف!

02 : 00

بوتين خلال تصويته عبر الإنترنت من داخل مكتبه قرب موسكو أمس (أ ف ب)

إنطلقت بالأمس «انتخابات مبايعة» الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا بعدما باتت كلّ الوجوه المعارِضة خارج «المشهد الانتخابي»، فيما توعّد «القيصر» الذي صوّت عبر الإنترنت، بالردّ على الهجمات الأوكرانية على أراضي بلاده، معتبراً أن التوغّلات البرّية الأخيرة على الأراضي الروسية التي نفّذها مقاتلون روس موالون لكييف واضطرّ خلالها الجيش الروسي إلى استعمال المدفعية والطيران لصدّها، تهدف إلى زعزعة الانتخابات الرئاسية.

ومن المنتظر أن تُسفر الانتخابات التي تستمرّ حتّى الأحد عن فوز بوتين بولاية إضافية مدّتها 6 سنوات، بعد قمع كافة الأصوات المعارِضة. لكنّ مسار الانتخابات لم يخلُ من حوادث، إذ أوقف أكثر من 13 شخصاً على خلفية إلحاق أضرار بمراكز اقتراع. وذكرت وسائل إعلام روسية أن امرأة أوقفت بعدما أضرمت النار في مركز اقتراع في موسكو، بينما حاولت ثانية إلقاء زجاجة حارقة على مركز اقتراع في سان بطرسبرغ.

كما أوقف شخص لمحاولته إشعال النار في صندوق اقتراع في خانتي - مانسيسك في سيبيريا، وآخر لمحاولته إشعال مفرقعات في مركز اقتراع في منطقة تشيليابينسك غير البعيدة عن جبال الأورال. وأُلقي القبض أيضاً على 6 أشخاص لقيامهم بسكب طلاء في صناديق الاقتراع قرب العاصمة الروسية، وفي سيبيريا، وفورونيغ، وروستوف أون دون، وقراتشاي شركيسيا في القوقاز، فيما اعتبرت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا أن هؤلاء الأشخاص وُعدوا بتلقّي أموال من «أوغاد في الخارج!».

وفي المناطق الأوكرانية المحتلّة، انفجرت قنبلة من دون وقوع إصابات خارج مركز اقتراع في منطقة خيرسون، وقصفت القوات الأوكرانية لجنتَي انتخابات محلّيتَين، بحسب سلطات الاحتلال، بينما ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية «في المناطق المحتلّة من أوكرانيا»، مكرّراً تمسّكه بـ»استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها».

وفتحت مراكز الاقتراع الأولى عند الثامنة من صباح الجمعة في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تُغلق الأحد عند الساعة 20:00 في جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا. ومن شأن فوز بوتين أن يُتيح له البقاء في السلطة حتّى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، سيتمكّن من الترشّح مرّة أخرى والبقاء في المنصب حتّى العام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.

وبسخرية، وجّه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مع بداية العملية الانتخابية «التهاني» إلى بوتين على «الفوز الساحق الذي حقّقه في الانتخابات»، إذ «لا معارضة، لا حرّية، لا خيار»، في وقت زادت فيه كييف ضغطها العسكري على منطقتَي بيلغورود وكورسك الروسيّتَين المحاذيتَين لحدودها واللتَين استُهدفتا بهجمات عدّة بمسيّرات وتوغلات برّية، فضلاً عن الهجمات التي تطال بنى تحتية حيوية في «العمق الروسي».

وهزّت أوكرانيا مجزرة جديدة ارتكبتها روسيا بحق أوديسا التي تعرّضت لهجمات صاروخية أدّت إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة أكثر من 70 آخرين، في اعتداء وصفه الرئيس فولوديمير زيليسنكي بأنّه «هجوم مشين» استُخدم فيه صاروخان، سقط الثاني «فيما كان المسعفون والأطباء يصلون إلى مكان الهجوم».

بالتوازي، أصدرت لجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي، تقريراً جديداً حول الجرائم التي ترتكبها روسيا في أوكرانيا، بيّن حصول عمليات تعذيب وعنف جنسي وارتفاع عدد القتلى المدنيين، بالإضافة إلى سرقة ممتلكات ثقافية.

أوروبّياً، أبدت ألمانيا وفرنسا وبولندا تضامناً مع كييف خلال «اجتماع برلين» الذي ضمّ قادة الدول الثلاث. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الدول الثلاث «موحّدة» في سعيها إلى «عدم السماح لروسيا بالانتصار» و»دعم الشعب الأوكراني حتّى النهاية»، فيما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي مع ماكرون ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك «تشكيل تحالف جديد لقدرات المدفعية البعيدة المدى».

وكان لافتاً تهديد «مجموعة السبع»، إيران، بـ»عقوبات إضافية شديدة» في حال أرسلت صواريخ باليستية أو تقنيات مرتبطة بها إلى روسيا، مبديةً قلقها في شأن التقارير التي تُفيد أنّ طهران تدرس نقل مثل هذه الأسلحة إلى موسكو «بعدما زوّدتها مسيّرات تُستخدم في هجمات متواصلة ضدّ المدنيين في أوكرانيا». وأحد خيارات العقوبات يتمثّل بوقف رحلات الخطوط الجوية الإيرانية إلى أوروبا، وفق مسؤول كبير في البيت الأبيض.

MISS 3