جلسة حوارية لوزارة الإعلام وممثلية المنظمة الدولية للفرنكوفونية للشرق الأوسط في بيروت

10 : 45

نظمت وزارة الإعلام اللبنانية وممثلية المنظمة الدولية للفرنكوفونية للشرق الأوسط في بيروت، جلسة حوارية في إطار شهر الفرنكوفونية تحت عنوان: "وسائل الإعلام والفرنكوفونية: تعددية لغوية، تحديات وفرص"، بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال وكليات الإعلام الفرنكوفونية في بيروت، في المعهد العالي للأعمال – كليمنصو - قاعة "فتال" للمؤتمرات.


حضر الجلسة وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري ممثلاً بمستشارته للشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف، ممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية للشرق الأوسط ليفون اميرجانيان، الممثل الخاص لرئيس الجمهورية لدى المنظمة العالمية للفرنكوفونية جرجورة حردان، سفيرة الارجنتين ماريا فيرجينيا رويز كينتار، ممثل السفير الفرنسي مروان الطيبي، ممثل السفير التونسي مصطفى عساكري، ممثلة السفير المغربي فاتين بيرراهو، ممثلة سفير تشيكيا سالي نصر، ممثل السفارة البلغارية فلاديسلاف كوليف، المدير العام للمعهد العالي للأعمال ماكسانس ديوو، ممثلة المنظمة الجامعية للفرنكوفونية ميراند خلف، مديرة مكتب "الأونيسكو" في بيروت كوستانزا فارينا، رئيس الدائرة الثقافية في وزارة الخارجية والمغتربين هشام شعيب، ممثل مدير مكتب "اليونيسيف" في بيروت كريستوف بولييراك، عميدة معهد الدكتوراه في جامعة الروح القدس رانيا سلامة، مسؤول التطوير لدى "فرانس ميديا موند" سيرج شيك، مدير التوزيع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى "فرانس ميديا موند" أحمد الشيخ، ومسؤولين وإعلاميين فرنكوفونيين الى جانب عدد من الشخصيات الإعلامية والاكاديمية والاجتماعية.


بعد النشيدين اللبناني والفرنسي، ألقى اميرجانيان كلمة قال فيها: "شرفني أن أفتتح هذه الطاولة المستديرة اليوم حول موضوع "وسائل الإعلام والفرنكوفونية: التعددية اللغوية والتحديات والفرص". اسمحوا لي بداية أن أعرب عن امتناني لوزير الإعلام زياد مكاري، وكذلك لمدير المعهد العالي للأعمال، على تعاونهم القيم لتنظيم هذا الحدث وهو دعم معتاد منذ افتتاح ممثلية المنظمة الدولية للفرانكفونية في الشرق الأوسط".


أضاف: "بينما نحتفل بشهر الفرنكوفونية، رمز لغتنا المشتركة والقيم التي تجمعنا ضمن مجتمع لغوي غني ومتنوع، بدا من الضروري تناول موضوع "الإعلام والفرنكوفونية". إن هذا الموضوع، المأخوذ من زاوية "التحديات والفرص"، يتردد صداه بشكل خاص في السياق المتعدد اللغات الذي يجسده لبنان، وفي السياق الحالي الذي يتسم بالتحديات الاقتصادية غير المسبوقة. إن الاهتمام الذي أثارته هذه الطاولة المستديرة يشهد على أهمية الموضوع الذي نتناوله اليوم، سواء بالنسبة لعالم الإعلام أو للفاعلين المؤسسين الموجودين في لبنان. إن التحديات التي يشهدها الإعلام الفرنكوفوني هي تحديات العالم الناطق بالفرنسية برمته".


وأشار إلى أن "دور وسائل الإعلام أكبر بكثير من مجرد نقل الخبر الى العالم الناطق بالفرنسية من خلال تعزيز القدرات اللغوية، هي تضمن الوصول العادل إلى المعرفة لجميع الناس، من أجل ضمان الحق في الحصول على المعلومات متخطيةً حاجز اللغة. إنهم يجسدون القيم الأساسية للفرنكوفونية من خلال نسج رابط فريد بين الثقافات واللغات المختلفة التي تتكون منها، ومن خلال فتح الأبواب أمام عالم غني بالتنوع – الثقافات واللغات، ولكن أيضًا تنوع المعلومات والمحتوى. والرأي - تمكين المزيد من التفاهم والتقدير المتبادل بين الناس. إن تعدد اللغات يسهل الحوار بين الثقافات، فهو يساعد على الانفتاح على العالم ويغني التجربة الإعلامية بتنوع أكبر في المحتوى، مما يعزز كمية ونوعية هذا المحتوى".


وختم: "لكل هذه الأسباب التي تظهر أهمية دور الاعلامي كمدافع عن حق الوصول إلى المعلومة وحرية التعبير، اعتمدت المنظمة الدولية للفرنكوفونية إعلانا عن اللغة الفرنسية في التنوع اللغوي للفرنكوفونية، المعتمد في قمة رؤساء دول وحكومات الفرنكوفونية في دجربا عام 2022، والتي التزمت من خلالها الدول الأعضاء بتعزيز دعمها لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية بجميع أشكالها وتسهيل تبادل الخبرات في هذا المجال. وفي خطة العمل للفرنكوفونية التي وقعها الأمين العام والدولة اللبنانية في عام 2021، تم تحديد هدف دعم وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية بشكل خاص كأحد أولويات التعاون".


وألقى المدير العام للمعهد العالي للأعمال مكسانس ديوو كلمة قال فيها: "إنه لمن دواعي سروري أن أستضيف هذا المؤتمر في المعهد العالي للأعمال، وأنا مهتم جدا بالنقاشات التي ستجري، لأن مسألة وسائل الإعلام، وكذلك العالم الناطق بالفرنسية، تقع في قلب اهتمامات هذا المعهد. إن القادة الذين ندربهم وندعمهم هم مواطنون في هذا العالم، ومرتبطون بشكل دائم بعالم معقد، تطغى عليه التعددية في وسائل الإعلام واللغات. وبالتالي التواصل بين وسائل الإعلام والفرنكوفونية هو أمر رائع، خاصة في بيئة تشهد ثورة مع الذكاء الاصطناعي، لذلك اشكر القائمين على هذه المبادرة العظيمة، أي المنظمة الدولية للفرنكوفونية ممثلة بالسيد ليفون أميرجنيان ووزير الاعلام زياد المكاري وفريقه لاختيارهم معهدنا".


أضاف: "قبل أن أبدأ كلمتي، اسمحوا لي بأن اقول ان معهد ESA وهو معهد ذات جينات مؤسساتية ناطقة باللغة الفرنسية ولكنها أصبحت تدريجيًا ذات طابع إنجليزي، متبعةً نموذج المدارس الفرنسية العظيمة نفسها. تظل الغالبية العظمى من طلابنا ناطقة بالفرنسية، ومحبين للفرنكوفونية، لكن الغالبية العظمى تطمح مع ذلك إلى متابعة الدروس باللغة الإنجليزية او باللغتين معاً. فكيف يمكننا إذن الدفاع عن العالم الناطق بالفرنسية في هذا الوضع؟ من خلال رفض مواجهة لغة مع لغة أخرى، والموافقة على الانفتاح وعلى الاختلاف والتطلعات الإنجليزية لقادة المستقبل في المنطقة، مع تذكيرهم، بشكل يومي تقريبًا، بفضائل التعددية اللغوية والسياسة الفرنسية، وتذكيرهم أيضًا بانهم محظوظون في كونهم ناطقين بالفرنسية".


وتابع: "تظل ESA ناطقة باللغة الفرنسية من خلال النشاطات المتعددة التي ننظمها أو نستضيفها، مثل نشاط اليوم، أو مثل مهرجان الكتاب الناطق بالفرنسية، “بيروت ليفر”، الذي ينظمه المعهد الفرنسي، والذي نحن سعداء وفخورون لأننا تمكنا من المساهمة فيه العام الماضي، من خلال استضافته عطلة نهاية الأسبوع الختامية".


وختم: "في الختام، وربما كمقدمة للمناقشات، اسمحوا لي أن أقتبس من المؤسس المشارك لمدرستنا، الرئيس جاك شيراك، الذي قال: "بعيدًا عن الفرنسية، وراء الفرنكوفونية، يجب علينا أن نكون نشطاء التعددية الثقافية في العالم لمحاربة اختناق الثقافات المتنوعة التي تشكل ثراء الإنسانية وكرامتها بلغة واحدة".


ثم ألقت مستشارة وزير الاعلام للشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف كلمة الوزير مكاري فقالت: "إن الدفاع عن الفرنسية يعني حماية التنوع الثقافي والتأكيد على القيم الفرنكوفونية: الديمقراطية، والانفتاح على العالم، والدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية التعبير. هذه الحرية التي نناضل من أجلها كل يوم عبر وسائل مختلفة إلى جانب وسائل الإعلام اللبنانية. ومن أجلها ضحى الصحافيون بحياتهم على مذبح الحقيقة. تلعب الفرنكوفونية دوراً حاسماً في لبنان، ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً. هذه الفرنكفونية التي كنا ولا زلنا جزءا منها منذ عقود، وتعززت منذ توقيع الميثاق اللغوي عام 2010 ومن ثم افتتاح مكتب المنظمة الدولية للفرنكفونية في بيروت عام 2022".


أضافت: "لبنان والعالم الناطق بالفرنسية لا ينفصلان. اللبنانيون مرتبطون بها ثقافياً ولكن قبل كل شيء عاطفياً. إن العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالدول الناطقة بالفرنسية وبفرنسا بشكل خاص وتمسك لبنان بقيم الفرانكوفونية واللغة الفرنسية تؤكد هذه الفرضية. أما وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية في لبنان، فهي تلعب دوراً أساسياً في نشر المعلومات وتعزيز التنوع الثقافي والحفاظ على اللغة الفرنسية. كما أنها تسمح للبنانيين بالبقاء على اتصال بالأحداث الدولية والاستفادة من منظور عالمي حول القضايا العالمية. وباعتبارها حامية للفرنكوفونية، تساهم وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية في تعزيز الهوية الوطنية اللبنانية مع تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل".


وتابعت: "وزارة الإعلام التي تولي اهتماما خاصا لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية، والتي تعمل كوزارة لحماية حقوقهم وليس وزارة للرقابة، تحاول بكل الوسائل الممكنة دعمهم، ولا سيما وسائل الاعلام العام الناطقة بالفرنسية وتحميها من كل ما يمكن ان يهدد وجودها واستدامة عملها. لذلك قمنا بتعزيز شراكاتنا القديمة، ولا سيما مع فرانس ميديا موند التي تقدم الدعم الفني لاذاعة لبنان الناطقة بالفرنسية ومع شركائنا الجدد مثل INA شريكتنا في حماية وتعزيز أرشيف وسائل الإعلام العام، وخاصة الناطقة بالفرنسية، ومع المنظمات الدولية، ولا سيما اليونيسف واليونيسكو في مجال تدريب الصحافيين، وتحديث المواقع الإعلامية ، ومكافحة المعلومات المضللة، ووضع قانون جديد للإعلام يضمن حرية الصحافة. قامت وزارة الإعلام برعاية الشراكات بين وسائل الإعلام الخاصة الناطقة بالفرنسية والشركاء الأجانب، وتواصل القيام بذلك لتعزيز استخدام اللغة الفرنسية ونقل قيم الفرنكوفونية عبر وسائل الإعلام".


وقالت: "يمر لبنان بأزمة سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة، لها تداعيات على عمل وسائل الإعلام: تسريح العاملين ونقص في الميزانية وصولاً إلى الإقفال التام. إننا ندرك خطورة الوضع الذي يواجهه الإعلاميون ونقدر تضحياتهم والتزامهم في الحفاظ على حرية التعبير والتعددية اللغوية والتنوع الثقافي".


وختمت: "في الختام، اسمحوا لي أن أشكر وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفرنسية في لبنان، وأن أشيد بمراسليها، وخاصة أولئك الذين سقطوا ضحايا العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان. واسمحوا لي أن أشكر مكتب المنظمة الدولية للفرانكوفونية للشرق الأوسط في بيروت برئاسة السيد ليفون أميرجنيان، وسفراء الدول الفرنكوفونية، وخاصة السفارة الفرنسية في لبنان التي تقدم دعمًا دائماً لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية. والشكر للمعهد العالي للأعمال وللصحافيين الفرنكوفونيين".


من جهتها ألقت مديرة الحوار رئيسة جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين (AFEJ) كلمة مؤسسة الاجندة الثقافية ميريام شومان، والتي قالت فيها: "اللغة الفرنسية تبقى شائعة الاستعمال وتحتفظ بأهميتها كلغة ثقافة وانفتاح على الآخرين".


وتحدثت عن اللغة العربية التي تسير جنبًا إلى جنب مع الفرنسية أو الإنجليزية. وقالت: "فلتكن مقاربتنا للفرنسية والفرنكوفونية تعددية، ولندافع عن هذه اللغة الجميلة المدعومة باللغتين العربية والإنجليزية لنحمل عاليا ألوان لبنان، بلدنا الصغير في المشرق. إننا نظل استثناءً، ومزيجنا الثقافي وانفتاحنا وتضامننا هو الذي سيمكننا من التغلب على الصعوبات".


ثم قدمت نداف لمحة تاريخية عامة عن كارتوغرافيا الاعلام الناطق بالفرنسية في لبنان والتي ركزت فيها على نوعية المضمون الذي يقدمه الإعلام الفرنكوفوني في لبنان وعلى التحديات التي مرّ بها عبر التاريخ منذ الحرب الاهلية وصولاً الى الازمة الاقتصادية. وقالت: "لم تكن المسيرة سهلة انما القدرة عل النهوض من الازمات التي يتمتع بها اللبنانيون وغريزة البقاء ممزوجة بارادة مطلقة في قول الحقيقة مهما كان ثمنها غالياً ، قوّت عزيمتهم على الاستمرار".


ثم بدأت الجلسة الأولى بعنوان "الاعلام الفرنكوفوني اللبناني: تحديات اقتصادية وتكنولوجية ونشر للقيم الفرنكوفونية"، والتي شارك فيها مدير "لوريان لو جور" فؤاد الخوري حلو، ومدير عام "هنا بيروت" مارك صيقلي والصحافية ومعدة البرامج في "اذاعة لبنان" و"نوستالجي" نانيت زيدان وادارتها الصحافية نضال أيوب.


تلتها الجلسة الثانية بعنوان "الصحافة الاجنبية في لبنان: تحديات امنية وادارية" شاركت فيها مديرة "وكالة الصحافة الفرنسية" اسيل طبارة، مندوب اذاعة فرنسا الدولية في لبنان بول خليفة، ومندوب "TV5 " في لبنان وسام شرف.


ثم كانت كلمة لمؤسسة Prestige Magazineمارسيل نديم تحدثت فيها عن تاريخ المجلة التي ساهمت في نشر اللغة الفرنسية عبر صفحاتها ومواضيعها.


تلتها كلمة لمؤسسة مجلة YomKom, لميا الراسي، حول هدف المجلة في نشر التوعية والمعلومة العلمية الصحيحة بين الشباب من عمر المراهقة وما فوق.

MISS 3