افرام: الضغط كبير على نموذج العيش المشترك

13 : 09

اعتبر النائب نعمة افرام في كلمة له في افطار رمضانيّ لمشروع وطن الانسان، أننا "نعيش مع بعض النموذج اللبناني الفريد من نوعه والذي نتمسك به بكل ما للكلمة من معنى، وأبرز مثال قضاء جبيل. لذا ليس من باب الصدفة أن نلتقي اليوم هنا في هذه الأيام الصعبة والحرب على الأبواب اذا لم نكن في قلبها، وفي قلب الوجع الذي نلمسه في جنوبنا وفي غزة .وأنا مؤمن اننا سنعمل بكل ما نستطيع من أجل كل مظلوم لكن ليس أكثر مما نستطيع، فنحن مسؤولون عن لبنان وعن أبناء لبنان ومستقبل لبنان الوطن النموذج للاخوّة الإنسانية - وهذه هي الخبرة الناجحة .أما كيف تكون الخبرة ناجحة ... فبالنموذج الناجح، وكيف يكون النموذج ناجحاً... فبالنموّ، وبالابداع، والأهم بالصراحة وبالحياة الافضل والسعادة للإنسان".



افرام شدّد على ان "هذا النموذج ينجح اذا الأخ في لبنان يستمع لرأي أخيه ويعمل به فيذهبان معاً إلى الجنة طواعية لا بالقوة وإنما بالحرية. والله سبحانه وتعالى أنعم على الانسان بالحرية، لا بل فعل الخلق سببه الحب الالهي وحق الانسان بحرية الخيار، وعلى هذا الأساس يُحاسب في الجنة أو جهنم، فلولا الحرية لما كان هناك حساب، ونحن في لبنان العيش المشترك يجب أن تكون هناك صراحة ومشاركة فعلية بالطريق التي نريد أن نسلكها والا سيزداد الضغط على النموذج لاسيما عندما ينعدم فهم وجهة النظر عند الاخوة: فعرق جبين الفرد مقدس، من هنا على الأخ أن يحترم عرق جبين أخيه فلا أحد يضرّ بالآخر".



وشرح افرام قائلاً: "اقتصاد اللبناني يجب أن يكون اقتصاداً يحفّز الشفافية والشرعيّة، فالمضاربة غير الشرعية خيانة أمام الله والضمير، لذا علينا تحفيز العمل لا الإتكالية، الابداع لا السرقة، علينا توضيح النقاط في الاتفاق على النموذج اللبناني وتقويته قبل الدخول إلى الزمن الجديد، علينا التصارح في التعامل مع الواقع: انهيار، افلاس، إندثار لمؤسسات الدولة، واليوم بعد ٣ سنوات لم نعترف بعد بما حدث، لم نسمِّ المشاكل، لم نستخلص العبر، لم نقرر التغيير ولم نتعلم أي شيء. كل هذا لأننا لم نواجه الحقيقة كما يلزم ولأن الطائفية كثرت في لبنان وقلّ الإيمان، نتلطّى بالطائفية ولا نعمل بحسب الإيمان، وأبناء النور يعلمون هذا جيداً".



وختم بالقول: "نحن المشاركون اليوم الذين تجمعنا المبادئ المشتركة، يجب أن نصرخ أمام الجميع، جميع السياسيين وكل الطبقات: اوقفوا المتاجرة بالطائفية في لبنان، دعونا نتحدث باسم تعاليم الله فهي أسمى وأعلى من الطائفية. علينا أن نحترم بعضنا البعض بالعمق والحقيقة وليس بالكلام، فإذا كان اخي في الوطن غير مقتنع بمشروع فلا يمكنني تبنّيه إذا كنت احترم حريته، وفي الوقت عينه مفهوم لبنان للنجاح والمبادئ والقيم يجب أن يكون مفهوم مشتركاً بين جميع اللبنانيين وعلى هذا الأساس نخفف الضغط، نحمي ونحصّن النموذج اللبناني".



وأضاف: "نحن مجتمعون اليوم باسم النموذج اللبناني الذي نريد إنقاذه، نقول للجميع أخي اللبناني قبل كل اعتبار، مصلحة أولادي من مختلف الطوائف فوق كل اعتبار. انا أحب جميع الناس والتزم كل القضايا العادلة ولكن التزم أولا بأبناء لبنان.

اجتماعنا اليوم ليس صدفة بل لأننا مدعوون لبناء مجتمع وطن الانسان، كلّ الانسان وكلّ إنسان. كلّ الإنسان: روح وفكر وجسد أي تطوير، مستوى حياة وقيم، وكلّ إنسان أي جميع الطوائف اللبنانية لأننا أخوة ولبنان مسؤول عنهم جميعاً. يجب أن نصل إلى مرحلة في لبنان، إذا كان هناك طائفة أو فريق قويّ، فعليه تقع مسؤولية حماية الجميع وتأمين حقوق الجميع لأنه قويّ، هكذا نتأكد اننا اصبحنا فعلا أخوة .وعلى هذا الأساس نعايد بعضنا البعض اليوم متمنين أن تحلّ علينا الروح الجامعة روح الله، كوننا في هذا الشهر الفضيل نتقدّس كلّ يوم لأننا نصوم من الصباح إلى المساء حتى نكون جاهزين للاستماع إلى إلهامات الروح التي نتمنى أن تجمعنا وتقرّب بيننا".

MISS 3