مي خليل

رسائــــــــــل القـــــــــــراء

25 تموز 2020

02 : 00

اليكم وانتم تعلمون من تكونــون ايها الزعماء

كيف تعطون معاني لذيذة لزعامتكم

وانتم لا تبالون لأي معنى من معاني الانسانية، الاخلاص، الصدق، الحكمة والعطاء

كيف تعطون رونقاً لزعامتكم ولا تردّون العرفان بالجميل لمن أحبكم

فالحب لَكَم قادنا قليلاً قليلاً الى الوعي وعندما صحونا من سكرة الحب أدركنا كم كان الحب لكم على خطأ

ايها الزعماء ضاقت أرواحنا من محبتكم

فلم نعد نهوى مجالستكم على الشاشات

ولا على التواصل الاجتماعي

فبتم عاجزين عن سكب الأمل في نفوسنا

لاننا أهديناكم زهرة وجودنا

فأخذتم عطر أعمارنا

اهديناكم قلوبنا سلختم عنها نبض الحياة

اهديناكم اصواتنا كتمتم صداها

فلن تلمسوا أرواحنا بعد الآن

ولن تفلحوا بسكب أفكاركم بأفكارنا

لاننا غيّرنا افكارنا وبتنا ندرك ان يأسنا وفقرنا هما سبب أفكاركم

ايها الزعماء الوطن الذي ائتمناكم عليه وسلّمناكم اياه

اصبحنا فيه مواطنين من دون وطن

ايها الزعماء وطننا الذي سلمناكم اياه اصبح بلا كهرباء بلا نور بلا ماء

فبتنا نأخذ دواءنا على العتمة ونأكل خبزنا من دون أكل وأقل مـــــن كفاف يومنا

سلمناكم اياه نظيفاً ومنصوباً بين الارض والسماء جعلتموه طعاماً للزبالة. وهدمتم أعمدة شموخه نحو السماء فبات تراباً لا ينبت فيه اي خير من كثرة ما أفسدتم أرضه وفضاءه

ايها الزعماء سلمناكم وطناً غنياً جعلتموه فقيراً

سلمناكم وطناً سعيداً بجماله جعلتموه حزيناً ببشاعته

سلمناكم وطناً جنة من جنات الدنيا جعلتموه جحيماً.

يتعذب به الانسان اشد العذاب. جوعاً وقهراً وتحرقه نار الحاجة وتلسعه ألسنة الحرمان

ايها الزعماء سلمناكم وطناً حراً

جعلتموه عبداً وتابعاً

أولا تدركون ان الوطن الحر لا يرضى أن يكون انسانه إلا حراً

والانسان الحر على صورة الله ومثاله لا يرضى ان يكون وطنه عبداً.

فكيف سنحبكم وانتم لم تبالوا لحبنا

وكيف سيرفعكم الوطن وانتم اسقطموه الى قعر الهاوية

أترى الله سيسامحكم ويغفر لكم.

يا من لا ترحمون الانسان ولا الوطن فكيف سيرحمكم خالــــــــق الاوطان والانسان.