المُعارضة تتحرّك داخل البلاد وخارجها وتُصوّت لنافالني!

بوتين "يحتكر" مفاتيح الكرملين: روسيا تقف خلفي!

02 : 00

زهور وبطاقات إقتراع على قبر نافالني أمس (أ ف ب)

إنتهت بالأمس «مسرحية الانتخابات» التي نظّمها النظام الروسي بقيادة «القيصر» فلاديمير بوتين على مدى ثلاثة أيّام، كما يشتهي سيّد الكرملين الذي بات «يحتكر» مفاتيح القصر الرئاسي لولاية خامسة غير متتالية، بلا أي منازع، بعدما تخلّص بطريقة أو بأخرى من الوجوه المعارضة.

وبعد عمليات فرز في 36.3 في المئة من مكاتب الاقتراع، تحدّثت اللجنة الانتخابية الروسية عن حصول بوتين على 87.47 في المئة من الأصوات. وهي نسبة قياسية بعد حصوله على ما بين 64 و68 في المئة من الأصوات في الانتخابات السابقة، بينما سجّلت نسبة مشاركة قياسية بلغت 74.22 في المئة، وفق موسكو.

وبهذه الأرقام، يُريد بوتين القول للعالم أجمع، خصوصاً الغرب، إنّ روسيا بغالبيّتها الساحقة تقف خلفه في نهجه وسياساته وأهدافه، ولا سيّما ما يتعلّق بغزو أوكرانيا و»استعادة عظمة» روسيا. وفيما توالت التنديدات الغربية بالانتخابات «غير الحرّة» و»غير النزيهة»، ندّد فريق المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفّي داخل «الذئب القطبي»، بنتيجة «اختُرعت لبوتين» و»لا تمّت بصلة إلى الحقيقة».

كما رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بوتين «مهووس بالسلطة» ويُريد «الحكم إلى الأبد!». ولم يترك النظام أي مجال لمعارضيه في الانتخابات، إذ يتّفق المرشّحون الثلاثة الآخرون مع الكرملين، سواء في ما يتعلّق بأوكرانيا أو بالقمع الذي بلغ ذروته بوفاة نافالني.

وأدلت أرملة المُعارض الراحل يوليا نافالنايا بصوتها بعد ساعات من الانتظار وسط حشد كبير في السفارة الروسية في برلين، وقالت للصحافة بعد التصويت: «لقد كتبت (على ورقة الاقتراع) اسم «نافالني» لأنّه من غير المُمكن قبل شهر من الانتخابات، أن يُقتل المعارض الرئيسي لبوتين في سجنه».

ووصفت بوتين بأنه «قاتل» و»رجل عصابات». ولدى مغادرتها السفارة، هتف أنصارها: «يوليا، يوليا، نحن معك!»، بحسب وكالة «فرانس برس». وخارج العديد من السفارات الروسية الأخرى، خصوصاً في أوروبا، اصطفّت حشود كبيرة للمشاركة في الاقتراع عند منتصف النهار، تلبيةً لدعوة نافالنايا، في مختلف أنحاء العالم، مع فرار عشرات الآلاف من الروس إلى المنفى منذ بداية الهجوم على أوكرانيا بسبب القمع والخشية من تجنيدهم في الجيش.

وأمام المراكز المنتشرة في العاصمة موسكو، كما هي الحال في سان بطرسبرغ، تشكّلت طوابير انتظار طويلة في الوقت المُحدّد، أي عند منتصف النهار. لكن أمام مراكز الاقتراع الأخرى، لم يبدُ الإقبال استثنائيّاً. وفي منطقة مارينو في موسكو، استجاب عشرات من الأشخاص للدعوة، وتدفّقوا على المكتب الذي صوّت فيه أليكسي نافالني سابقاً. وفي المقبرة التي دُفن فيها المُعارض الأبرز لبوتين، سار العشرات ووضعوا زهوراً على القبر، وكذلك بطاقات اقتراع أُضيف إليها اسم نافالني.

بشكل عام، جرت تعبئة المعارضة بهدوء، لكن منظمة «أو في دي إنفو» المتخصّصة في مراقبة القمع، أفادت عن اعتقال 77 شخصاً على الأقلّ في روسيا بسبب أشكال مختلفة من أعمال الاحتجاج الانتخابية.

وشهد أسبوع الانتخابات ضربات جوية مميتة في العمق الروسي، استهدفت خصوصاً مصافيَ نفطية، ومحاولات توغّل برّية من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، ردّاً على القصف الروسي اليومي والاعتداءات الوحشية على جارتها لأكثر من عامَين.

وفي هذا الإطار، قُتلت فتاة صباح الأحد جرّاء غارة جوية على بلدة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود والتي تُستهدف بانتظام. وبعد الظهر، قضى شخص آخر وأُصيب 19 آخرون في نفس المنطقة، فيما أعلنت وحدة عسكرية تعمل من أوكرانيا وتُسمّى «الكتيبة السيبيرية»، أنها دخلت قرية غوركوفسكي الروسية.

وكان لافتاً زعم السلطات في ترانسنيستريا، المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا، أن طائرة مسيّرة مفخّخة أُرسلت من أوكرانيا، أصابت قاعدة عسكرية في عاصمة المنطقة، الأمر الذي نفته السلطات المولدوفية، فيما اتهمت كييف موسكو بـ»القيام باستفزاز في ترانسنيستريا عبر هجوم بمسيرة انتحارية».

توازياً، أمرت موسكو بزيادة القوّة النارية والتدريب للبحرية لمواجهة تهديد المسيّرات الجوية والبحرية الأوكرانية، بعد سلسلة ضربات استهدفت سفناً حربية روسية في البحر الأسود، بينما كرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التأكيد مساء السبت أنّ عمليّات برّية في أوكرانيا من جانب الغربيّين قد تكون ضروريّة «في مرحلة ما».

MISS 3