بقرة مُعدّلة وراثياً تنتج بروتينات الأنسولين البشري في حليبها

02 : 00

أنتجت بقرة مُعدّلة وراثياً البروتينات اللازمة لإفراز الأنسولين البشري في حليبها، ويأمل الباحثون المسؤولون عن هذه التجربة في أن يحلّ قطيع من هذه المواشي مشاكل إمدادات الأنسولين في العالم.

إذا أصبح هذا القطيع متاحاً، يظنّ الباحثون أنه قد يتفوّق على أساليب إنتاج الأنسولين الراهنة التي ترتكز على خمائر وجراثيم مُعدّلة وراثياً.

في العام 1978، أنتج العلماء أول أنسولين «بشري» عبر استعمال بروتينات من جراثيم الإشريكية القولونية المُعدّلة وراثياً، وهي المصدر الأساسي للأنسولين الطبي حتى اليوم، إلى جانب عمليات مشابهة تستعمل الخميرة بدل الجراثيم.

قد لا يكون اللجوء إلى الأبقار لإنتاج الأنسولين البشري جديداً، لكنها أول دراسة تنتج الأنسولين «البشري» عبر بقرة مُعدّلة وراثياً.

تحت إشراف عالِم الحيوان مات ويلر من جامعة إلينوي، أوربانا تشامبن، دسّ الباحثون جزءاً محدّداً من الحمض النووي البشري الذي يشفّر طليعة الأنسولين (بروتين يتحوّل إلى أنسولين) داخل نواة الخلايا لدى عشرة أجنّة أبقار قبل إعادتها إلى رحم أبقار طبيعية.

لم يتطوّر إلا جنين واحد من بين تلك الأجنّة المعدّلة وراثياً خلال فترة الحمل، ما أدى إلى ولادة عجل حيّ ومُعدّل وراثياً.

عند بلوغ مرحلة النضج، قام الباحثون بمحاولات متنوعة لجعل البقرة المُعدّلة وراثياً تحمل عبر التلقيح الاصطناعي، أو الإخصاب في المختبر، أو حتى بالطريقة التقليدية. لم تنجح أيّ من هذه الوسائل، لكن استنتج الباحثون أن المشكلة قد تتعلق بطريقة تكوين الجنين أكثر ممّا ترتبط بالتعديل الوراثي.

في النهاية، أفرزت البقرة الحليب عبر تقنية الحثّ الهرموني. لم تنتج البقرة الحليب بالكمية التي تفعلها خلال الحمل، لكن خضعت الكميّة الصغيرة التي أفرزتها خلال شهر واحد للتحليل بحثاً عن بروتينات محدّدة.

كشفت تقنية «لطخة ويسترن» مجموعتَين من الكتل الجزيئية المشابهة لطليعة الأنسولين البشري والأنسولين، وهي عناصر لم تكن موجودة في حليب الأبقار غير المُعدّلة وراثياً. كذلك، رصد قياس الطيف الكتلي الببتيد «سي» الذي يُنزَع من طليعة الأنسولين البشري خلال عملية إنتاج الأنسولين، ما يعني أن الأنزيمات في حليب البقرة ربما حوّلت طليعة الأنسولين البشري إلى أنسولين.

MISS 3