«في الترقبات يتجه لبنان الى التمركز القوي في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرَيْ انهيار العملة الوطنية والتضخم» خبر كهذا يمكن وضعه في خانة الإشاعات المغرضة مثل الزعم بتموضع لبنان في «المرتبة 148 بين 180 بلداً» «في مؤشر مدركات الفساد. أو بوضع جواز سفر لبنان في المرتبة 95 عالمياً وفقاً لمؤشر جاي ويمكن لحاملي باسبورنا السفر من دون تأشيرة إلى 44 دولة على مستوى العالم، منها جزر الكوك وأثيوبيا وأفغانستان وإيران والرأس الأخضر.
من يقرأ مثل هذه التصنيفات السخيفة يشك بوجود مؤامرة دولية على بلدنا بهدف تشويه سمعته بين الدول، والشك يتحوّل إلى يقين مع نشر مؤشر السعادة العالمي الصادر عن «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة. «والنِعَم !» الذي وضع لبنان وأفغانستان في المرتبتين الأخيرتين وفنلندا والدنمارك في المرتبتين الأوليين متآمر أو غبي.
أي عاقل يصدق أن لبنان قابع في أسفل الترتيب؟ لا شعب إيسلندا ولا شعب النروج ولا أهلنا في دوقية اللوكسمبورغ الكبرى (2568،36 متراً مربعاً) أسعد منا كشعب لبناني «عييش».
لنأخذ مؤشر الفايسبوك في لبنان أو الـ «إنستغرام» أو الـ «تيك توك» أو المنصات الثلاث مجتمعة. هل يجد أي عالم في السلوك الإجتماعي سوى السعادة على وجوه الناس من عمر 7 إلى عمر 87 عاماً. حتى «ورقة النعوة» على السوشال ميديا بترقص وكلّها حيوية. على منصة إكس تحصل بعض التوترات لكن السعادة غالبة.
لنأخذ تفاعل الناس كلما شاهدوا حملة «إنسَ جورة» نازلة ترقيعاً بين الطريق الجديدة والخندق الغميق.
أنعموا النظر في وجه اللبناني كيف ينبلج الضوء منه لحظة حصوله على طابع مالي للصقه على قفا معاملة.
وأي فرحة توازي إكتشاف الشعب اللبناني أن الشيخ بهاء موجود ومش ناسينا في الشهر الفضيل.
الإبتهاج بفتح أبواب النافعة، أو أبواب الدوائر العقارية أو بسماع خبر إلغاء البريفيه أو بخبر مغادرة 8 عوائل سورية بر الياس متجهة إلى بادية الشام، إنها محطات يومية رائعة يستحيل أن يشعر بها ابن السويد أو إبن هولندا. ويتكلّمون بكل وقاحة وكذب عن السعادة، ويعدّون تقارير مفبركة لمصلحة الرجل الأبيض!
قد نكون الشعب الوحيد في العالم الذي تخوض نخبة من أبنائه حرباً منذ ستة أشهر والثغر باسم. مرد السعادة أن الإنتصار على العدو بات في الجيبة. قبل 40 يوماً طار اللبنانيون من فرط السعادة وهم يسمعون الشيخ نعيم قاسم يعلن «من الآن نستطيع أن نعلن نصر المقاومة، وأي وقت إضافي هو هزيمة إضافية لإسرائيل».
جميع اللبنانيين سعداء أن إسرائيل أصبحت في حال موت سريري.
بالإذن من إليسا، نحن كدولة «أسعد واحدة» بين دول المعمورة. وأقله نقبل بأن نكون ضمن الـ «توب 10» بين السعداء... لا السعادين.