مايا الخوري

"كرمالك يا وطن" تجديد ثقة في الجيش... إنشاداً

27 تموز 2020

02 : 00

إيماناً منها بمؤسسة الجيش اللبناني ورفضاً لمرور عيده الـ75 من دون تكريم لتضحياته المستمرّة، تنظّم جمعية "لبناني وأفتخر" إحتفالاً ضخماً تنفّذه شركة "ICE International Events" سيُنقل مباشرة عبر المحطات اللبنانية. "كرمالك يا وطن" ليس الإحتفال الأول الذي تنظّمه الجمعية تكريماً للجيش اللبناني، ففي العام المـــــاضي، أفسحت في المجال، من خلال "يوم مع الوطن" أمام الشعب لزيارة ثكنات الجيش والتعرّف إلى آلياته ويوميّاته، وختمت اليوم التكريمي بمهرجان موسيقي في جونيه. فما هي تفاصيل المهرجان المرتقب هذا العام؟

في حديثه إلى "نداء الوطن" إسترجع شادي فيّاض رئيس مجلس إدارة شركة "Ice International Events"، وعضو مؤسس في جمعية "لبناني وأفتخر"، النجاح اللافت الذي حققه "يوم مع الوطن" العام الماضي، وهو نشاط متعارف عليه أوروبياً وأميركياً، تمّ اقتراحه على قائد الجيش بهدف التقارب بين المواطنين والجيش، الذي ينتمي عناصره في النهاية إلى الشعب. فقدّمت غالبية أفواجه عروضاً عسكرية في موقع الإحتفال في جونيه واختلطت العناصر بالجمهور، بهدف التقارب الرائع الذي لاقى ردود فعل إيجابية جداً من قبل جيوش عربية إتصلت بقيادة الجيش للثناء على محبّة المواطنين اللبنانيين لجيشهم".

وعن سبب إقامة الإحتفال هذا العام رغم الظروف الصعبة التي يمرّ فيها لبنان، قال:"بسبب الأوضاع السيئة التي مرّ فيها لبنان هذا العام، بدءاً من ثورة تشرين وما تبعها من وضع إقتصادي معيشي صعب، عبّر بعض المواطنين عن غضبه بالإحتكاك مع الجيش من دون تفهّم موقفه كجزء من الشعب الذي يعاني أيضاً، ولكن من واجباته حماية المؤسسات الرسمية بما تمثّل من شرعية، لا حماية المسؤولين بشخصهم، لأنه في حال فرطت تلك المؤسسات سقط كيان الدولة وهيكليتها. وضعوه في الوسط وفي مواجهة مع الشعب، علماً أنه مدرّب للقتال وليس لضبط الأرض الداخلية ما أدّى إلى تنافر بينه وبين المواطنين".

مضيفاً: "لذا إيماناً منّا بمؤسسة الجيش ودورها في حماية البلاد، لم نرضَ مرور عيده الـ75 مرور الكرام، لذا طلبنا من قائد الجيش جوزف عون تنظيم إحتفال من دون جمهور يُنقل عبر المحطات اللبنانية لنحيي الجيش ونؤكد ثقتنا فيه".





وعن إختيار شعار "كرمالك يا وطن" قال: "له معنيان، من أجل لبنان سنحيّي الجيش، ومن أجل الجيش سننشد ونجدد الثقة. إذ رغم كل ما يحدث نتكل عليه وهو يعرف الطريقة الأفضل لحماية هذا الوطن".

وعن كيفية تأمين كلفة مهرجان مماثل في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة، قال: "رغم هذه الظروف أكد الشعب اللبناني إيمانه بلبنان وجيشه، حيث أن 99% من كلفة الإنتاج الضخم تأمّنت مجاناً، إذ قدّم المشاركون، من فنانين وتقنيين ومنظّمين عملهم مجّاناً. وكلّ من شارك بالتفاصيل الدقيقة لتنظيم الحفل، ساهم مجّاناً. تبلغ كلفة مهرجان مماثل ما لا يقلّ عن 700 أو 800 ألف دولار، ولكن بفضل المساهمين إقتصرت الكلفة على شراء مستلزمات ضرورية غير مكلفة. وهذا الدعم من قبل الشركات المحترفة لتنفيذ المهرجان أكّد صوابية قرارنا بدعم الجيش اللبنانـــي في هذه المرحلة المفصلية كما أكّد محبة الشعــب له". بمَ يتميّز برنامج هذا العام؟ أجاب: "يشارك في الحفل المؤلف الموسيقي ميشال أبي فاضل، نزار فرنسيس، غسان صليبا، عاصي الحلاني، ملحم زين، رامي عيّاش، جوزف عطيه، إضافة إلى فرقة "ميّاس" بقيادة نديم شرفان. كما ستُعرض وثائقيات عن الجيش اللبناني ونشاطاته. ستتوّلى محطّة MTV التصوير والإخراج على أن يُنقل مباشرة عبر محطات "LBC" ،"OTV" ،"ALjadeed" ،"NBN" و"تلفزيون لبنان والمستقبل".

وعن كيفية إختيار الفنانين، لفت إلى تواصلهم مع عدد أكبر "إنما اشترط بعضهم إحياءه مجّاناً في مقابل تفرّده بالحفل، فرفضنا، لأن هذا الحفل لكل لبنان وبالتالي لكل الفنانين، لذا إخترنا الفنانين الأنسب لجوّ الحفل وماهيته". وردّاً عن سؤال حول ما إذا كانت المهرجانات ستتجه في المرحلة المقبلة نحو العرض الإفتراضي من دون جماهير كما يحصل أخيراً، قال: "بطبيعة الإنسان التأقلم مع الوضع الذي يُفرض عليه. ما من شكّ في اتجاه العالم إلى إحياء حفلات إفتراضية في ظل التباعد الإجتماعي والحجر المنزلي المفروض، خصوصاً أنه لا يمكن لشركات الإنتاج الموسيقية الضخمة الوقوف والتفرّج أمام خسارة القطاع. لذا بدأت تبحث عن إحياء حفلات متكاملة منظّمة لعرضها عبر تطبيقات خاصة يتابعها الجمهور عبر إشتراك مدفوع. برأيي سيتحقق المردود الإقتصادي بنسبة أعلى في حال أصبحت هذه الوسيلة معتمدة عالمياً".

وختم فيّاض حديثه باعتبار هذا المهرجان بصيص أمل وتجديد ثقة في الجيش خصوصاً أن الناس ستستريح من السياسة وضيوفها، ومن الحديث عن الوضعين الإقتصادي والصحي. وقال: "نؤمن بقدرة لبنان على الوقوف مجدداً فهو يتميّز بمقومات كثيرة وطاقات كبيرة في الفن والتكنولوجيا، لكنه يحتاج إلى الإطاحة بالطبقة الفاسدة لإعادة بناء لبنان جديد يشبه فعلاً اللبنانيين".


MISS 3