روسيا تُعلن رسميّاً فوزاً ساحقاً لبوتين في الانتخابات الرئاسيّة

19 : 16

صورة الرئيس بوتين على شاشة في اللجنة الانتخابية المركزية الروسية أثناء إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية (أ ف ب)

أعلنت اللجنة الانتخابيّة المركزيّة الروسيّة، اليوم الخميس، النتائج النهائيّة للانتخابات الرئاسيّة التي أكّدت رسميّاً تحقيق الرئيس فلاديمير بوتين فوزاً ساحقاً، ووصفت هذه الانتخابات التي لم تشهد أي منافسة حقيقية بأنها "تاريخية"، نافية أي تزوير.


وقالت رئيسة المفوضية إيلا بامفيلوفا في مؤتمر صحافي إنّ بوتين الذي يتولّى السلطة منذ 24 عاماً، حصل على 87,28 في المئة من الأصوات.


أضافت أنّ نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي جرت من 15 إلى 17 آذار، بلغت 77,49 في المئة.


وقالت بامفيلوفا إنّها "انتخابات تاريخية"، معتبرة أنّ كلّ ناخب أدلى بصوته قدّم "مساهمته في تعزيز روسيا".


كذلك، أشادت بالحملة الانتخابية "النظيفة جداً" و"المسؤولة جداً"، مؤكدة أنّ لجنة الانتخابات المركزية لم تتلقَّ سوى "459 شكوى إجمالاً حول انتهاكات".


أضافت بامفيلوفا: "إنّها لا شيء على الإطلاق".


وأفادت منظمة "غولوس" غير الحكومية لمراقبة الانتخابات التي يعني اسمها "صوت" بالروسية من جهتها، بأنّ 1719 شكوى قُدّمت خلال هذه الحملة الانتخابيّة، من بينها 892 خلال الأيّام الثّلاثة التي نظّمت فيها الانتخابات.


وكشفت "غولوس" بالاستناد إلى شهادات ناخبين عن ضغوطٍ إداريّة على مُوظّفين في شركاتٍ تابعة للدولة، أجبروا على التصويت بواسطة نظام إلكترونيّ غير شفّاف أو على التوجّه إلى مراكز الاقتراع في مجموعات منظّمة.


وأكّدت المنظمة أنها تلقّت "معلومات عن عمليات تزوير" في 45 منطقة روسية، لا سيّما في ما يخصّ "حشو صناديق الاقتراع وتصويت متكرّر"، لأشخاصٍ يأتون للتصويت محلّ ناخبين لم يدلوا يوماً بأصواتهم.


وفي حين طلبت المعارضة الروسية من الناخبين التوجّه إلى مراكز الاقتراع ظهر الأحد للتنديد بسياسة الكرملين، "قامت الشرطة في بعض مكاتب التصويت في موسكو وفي تترستان (الجمهورية الروسية على ضفاف الفولغا) بمنع الناخبين من الدخول إلى مراكز الاقتراع ظهر 17 آذار، مطالبة إيّاهم بالعودة بعد بضع ساعات".


كما ندّدت "غولوس" بغياب مراقبين مستقلّين في مكاتب التصويت وقد حلّ مكانهم أشخاص مقرّبون من الإدارات المحلية.


وأشارت المنظمة إلى أنه "للمرّة الأولى في تاريخ روسيا، لم يُدعَ مراقبون دوليون من مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".


وصُنّفت "غولوس" على أنها "عميل للخارج" سنة 2021، قبل شهر من الانتخابات التشريعية الروسية في أيلول، ما يلزمها بإجراءات إدارية معقدة تحت طائلة عقوبات.


وأوقف رئيسها المشارك غريغوري ميلكونيانتس في آب الماضي وهو يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى ستّ سنواتٍ، على خلفيّة اتهامه بإقامة علاقات مع الشبكة الأوروبية لمنظمات مراقبة الانتخابات، وهو كيان "غير مرغوب" بحسب السلطات الروسية التي تحظر عمله.


وخلال الانتخابات، واجه بوتين 3 مرشحين غير بارزين، لم يعارضوا الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على المعارضة والذي بلغ ذروته عند وفاة المعارض أليكسي نافالني في السجن في منتصف شباط.


أمّا المعارض الوحيد الذي حاول الترشح فقد كان بوريس ناديجدين الذي رُفض ترشيحه.


وعقب إعلان النتائج الرسمية، خاطب بوتين الأمة الخميس في مقطع فيديو بثّه التلفزيون العام.


وقال: "أظهرت الانتخابات أنّ روسيا اليوم هي عائلةٌ كبيرة متّحدة"، وذلك بعدما جعل من وحدة البلاد خلف هجومه على أوكرانيا شعاراً مهيمناً.


أضاف: "إننا نتّبع معاً المسار التاريخيّ الذي اخترناه. نحن واثقون بأنفسنا، وبنقاط قوتنا، ومستقبلنا".

MISS 3