فيما كانت بكين قد بعثت رسائل تحذير إلى إيران من مغبّة استهداف المتمرّدين الحوثيين الموالين لطهران سفناً صينية، أعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة الوسطى (سنتكوم) في بيان فجر أمس أنّ الحوثيّين هاجموا السبت ناقلة نفط صينيّة بعدّة صواريخ باليستيّة أصاب أحدها السفينة قبالة سواحل اليمن.
وأوضحت «سنتكوم» أنّ السفينة «هوانغ بو» التي ترفع علم بنما وتملكها الصين وتُشغّلها، أصدرت «نداء استغاثة» لكنّها لم تطلب المساعدة، مشيرةً إلى أنّه «لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، وقد استأنفت السفينة مسارها».
وكشفت أنّ الحوثيّين أطلقوا 4 صواريخ باليستيّة مضادّة للسفن في اتّجاه البحر الأحمر بالقرب من السفينة «هوانغ بو»، قبل أن يُصيبوها بصاروخ خامس. ولفتت إلى أنّ الحوثيّين هاجموا السفينة «أم في هوانغ بو» رغم أنّهم أعلنوا سابقاً أنّهم لن يستهدفوا السفن الصينيّة.
وتحدّثت «سنتكوم» وهيئة عمليّات التجارة البحريّة البريطانيّة (يو كاي أم تي أو) عن أنّ حريقاً اندلع على متن السفينة، لكنّه أُخمِد في غضون 30 دقيقة.
وفي وقت لاحق، أفاد موقع مراقبة الحركة البحريّة «مارين ترافيك» أنّ السفينة غادرت البحر الأحمر إلى خليج عدن، متّجهةً بحسب شركة الأمن البحري «أمبري»، نحو وجهتها التالية ميناء «نيو مانغالور» في الهند.
وسُجّل الهجوم على بُعد 23 ميلاً بحريّاً غرب مدينة المخا، وفقاً لهيئة عمليّات التجارة البحريّة البريطانيّة، فيما لم تُعلن أيّ جهة حتّى كتابة هذا التقرير تبنّيه.
وبحسب «أمبري»، فقد «غُيّرت بيانات التسجيل، بما في ذلك اسم الناقلة ومُشغّلها» في شباط الماضي. وكشفت الشركة أن السفينة سُجّلت عام 2019 تحت اسم «يونيون ماريتايم ال تي دي»، وهي شركة بريطانية، موضحةً أن سفينة تابعة لهذه الشركة تعرّضت سابقاً لهجوم من قِبل الحوثيين.
وبعد ذلك، لفتت «سنتكوم» إلى أن القوات الأميركية اشتبكت مع 6 طائرات مسيّرة، تحطّمت 5 منها في البحر الأحمر، وحلّقت واحدة صوب المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وبحسب «سنتكوم»، دمّر الجيش الأميركي أيضاً 4 مسيّرات الجمعة، ورصد في اليوم ذاته إطلاق الحوثيين 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن في اتجاه البحر الأحمر.
كما ذكر الجيش الأميركي الذي تعهّد الدفاع عن حرّية الملاحة في المنطقة، الجمعة، أنه نفّذ «ضربات دفاع عن النفس ضدّ 3 منشآت تخزين تحت الأرض (تابعة) للحوثيّين في مناطق يُسيطر عليها الإرهابيّون الحوثيّون المدعومون من إيران في اليمن».
وصعّد المتمرّدون الذين يدورون في فلك «الحرس الثوري» الإيراني من هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عَدن منذ تشرين الثاني. وأعلن الحوثيون في البداية استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل أو التي تُبحر نحو موانئها. لكنّهم وسّعوا أهدافهم لتشمل السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بعد الضربات التي نفّذتها الدولتان ضدّ مواقعهم في اليمن.
