إكتشاف سبب انقطاع الطمث لدى بعض الحيتان

02 : 00

إنقطاع الطمث ظاهرة نادرة في عالم الحيوان. لكن يبدو أنها تظهر لدى أنواع عدة من فصيلة حيتان واحدة. يعيش عدد من إناث الحيتان المسننة لفترة طويلة بعد سنوات الإنجاب أيضاً.



لا تتراجع الحياة الإنجابية لإناث الحيتان التي تختبر انقطاع الطمث مقارنةً بأجناس أخرى بالحجم نفسه، بل إن عمرها يكون أطول من غيرها بشكل عام، فهي تعيش لأربعين سنة أكثر من أجناس الحيتان التي لا تختبر انقطاع الطمث وتكون بالحجم نفسه.

من اللافت أيضاً ألا يحصد الذكور في الفصيلة التي تختبر انقطاع الطمث المنافع نفسها. تتوقف إناث الحيتان القاتلة عن الإنجاب مثلاً في عمر الأربعين، لكنها قد تعيش حتى التسعين. في المقابل، يعيش ذكر الحوت القاتل عموماً حتى عمر الستين كحد أقصى.

يقول عالِم الأحياء البحرية، دارين كروفت، من جامعة «إكسيتر»: «لا يمكن أن يتطور انقطاع الطمث وتطول الحياة بعد عمر الإنجاب إلا في ظروف محددة جداً. أولاً، يجب أن تتمتع الفصيلة ببنية اجتماعية حيث تمضي الإناث حياتها وهي على احتكاك مباشر مع صغارها. ثانياً، يجب أن تحصل الأنثى على فرصة لتقديم المساعدة بما يضمن تحسّن نسبة النجاة وسط العائلة. من المعروف مثلاً أن إناث الحيتان المسننة تتقاسم الطعام وتستعمل معارفها لتوجيه الجماعة نحو مصادر الغذاء عند حصول نقص في المؤن».

حتى الآن، لم يعثر العلماء على أدلة كثيرة حول وجود انقطاع الطمث لدى أجناس برّية أخرى. تتوقف إناث الفِيَلة الآسيوية عن الإنجاب مثلاً مع اقتراب نهاية حياتها، مع أن عدد الفِيَلة التي تصل إلى هذا العمر يبقى صغيراً. كذلك، اكتشف العلماء حديثاً أن مجموعة صغيرة من قرود الشمبانزي البرية في أوغندا البعيدة تشمل إناثاً في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، لكن لم تظهر حيوانات بهذه المواصفات في أماكن أخرى حتى الآن.

رغم الاختلافات إذاً، تكشف هذه النتائج أن البشر والحيتان المسننة يحملون تاريخاً متشابهاً. على غرار البشر، تطوّر انقطاع الطمث لدى هذه الحيتان بفضل عملية الانتقاء الطبيعي لإطالة العمر الإجمالي من دون زيادة فترة الإنجاب.

MISS 3