واشنطن ولندن وولينغتون: بكين وراء عمليات قرصنة خطرة!

02 : 00

في اتهامات مفصّلة للصين نادراً ما تصدر، حمّلت الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا، خلال اليومين الماضيين، مجموعات سيبرانية مدعومة من بكين مسؤولية سلسلة هجمات على مشرّعين ومؤسّسات ديموقراطية خلال العقد الماضي أو أكثر، ما أثار غضب الصين التي سارعت إلى نفي أي ضلوع لها في ذلك.

وفي التفاصيل، اتّهمت وزارة العدل الأميركية الإثنين 7 مواطنين صينيين بالوقوف وراء ما اعتبرتها «عملية قرصنة عالمية واسعة النطاق» استمرّت 14 عاماً تهدف إلى مساعدة الصين على «التجسّس الاقتصادي وأهداف الاستخبارات الأجنبية».

وأوضحت وزارة العدل أن وحدة «أيه بي تي 31» تقف وراء الهجمات التي اعتبرتها «برنامج تجسّس سيبراني» تُديره وزارة أمن الدولة الصينية النافذة من مدينة ووهان، لافتةً إلى أن المقرصنين اخترقوا «حسابات بريد إلكتروني وحسابات تخزين على السحابة وسجلات مكالمات هاتفية، وراقبوا بعض الحسابات لسنوات».

وبعد ساعات على الإعلان الأميركي، أكدت بريطانيا التي تُشارك مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وكندا في تحالف «فايف أيز» لتبادل المعلومات الاستخباراتية، أنه منذ عام 2021 استهدفت مجموعة «أيه بي تي 31» عينها، حسابات برلمانيين بريطانيين، من بينهم عدد كبير من المنتقدين لسياسات بكين. وفرضت السلطات البريطانية عقوبات على شخصين وشركة على صلة بـ»أيه بي تي 31».

ومع ترقب انتخابات تشريعية في بريطانيا خلال أشهر، أكد نائب رئيس الوزراء أوليفر داودن أن «كياناً مرتبطاً بالحكومة الصينية» قد يكون «اخترق» اللجنة الانتخابية البريطانية، مشيراً إلى أن الحملتين ضدّ برلمانيين بريطانيين واللجنة الانتخابية، أُحبطتا في نهاية المطاف بعدما كانتا تُشكّلان «تهديداً حقيقياً وخطراً».

في الموازاة، كشفت نيوزيلندا التي تعتبر عادةً من أشدّ الداعمين الغربيين للصين أمس، أن مكتب المستشار البرلماني المسؤول عن صياغة القوانين ونشرها، تعرّض لاختراق في الفترة ذاتها تقريباً، موجّهةً أصابع الاتهام للمجموعة الصينية «أيه بي تي 40» «المدعومة من الدولة» في الهجوم.

وأقرّ رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لاكسون بأنّ تحميل الصين، أكبر شركاء بلاده التجاريين، مسؤولية الهجوم «خطوة كبيرة»، في حين كشف وزير الخارجية وينستون بيترز أنه طلب من ديبلوماسيين «التحدّث للسفير الصيني، لعرض موقفنا والتعبير عن هواجسنا».

في المقابل، أعلنت الصين أنها قدّمت احتجاجاً «شديداً» لدى الولايات المتحدة، مؤكدةً أنها «تُعارض وتتّخذ إجراءات صارمة ضدّ كلّ أشكال الهجمات الإلكترونية»، فيما اتهمت واشنطن باستخدام تحالف «فايف أيز»، «لجمع ونشر معلومات كاذبة حول تهديدات من مقرصنين صينيين». كما أصدرت السفارة الصينية في كلّ من لندن وويلنغتون بيانات استنكار.

MISS 3