واشنطن تُشدّد حصار "محور الممانعة" بالعقوبات

تل أبيب: السنوار "يُخرّب الديبلوماسية"... وهنية: إسرائيل معزولة

02 : 00

بعدما اتّهمت حركة "حماس" ليل الإثنين - الثلثاء إسرائيل بـ"إفشال" الجهود الرامية للتوصّل إلى اتّفاق هدنة موَقتة، معتبرةً أن ردّ تل أبيب لم يستجب لأيّ من مطالبها الأساسية، وهي "وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين وتبادل حقيقي للأسرى"، كشف مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "رويترز" أمس أن بلاده استدعت مفاوضيها من الدوحة بعدما اعتبرت أن محادثات الوساطة في شأن الهدنة "وصلت إلى طريق مسدود" بسبب مطالب "حماس".



واتهم المسؤول المقرّب من رئيس "الموساد" الذي يرأس المحادثات، زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار، بتخريب الديبلوماسية "في إطار جهد أوسع لتأجيج هذه الحرب خلال شهر رمضان"، فيما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن "إسرائيل لن ترضخ لمطالب (حماس)، بما فيها إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للجيش من غزة". في الموازاة، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ حصيلة الضحايا المدنيين في غزة "مرتفعة جدّاً" وكمية المساعدات الإنسانية "منخفضة للغاية"، فيما اقترح بدائل من عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح. واعتبر أوستن أن حماية الفلسطينيين من الأذى أمر أخلاقي واستراتيجي. ولاحقاً، ذكر البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان وغالانت أجريا لقاءً مثمراً، موضحاً أن سوليفان حضّ الوزير الإسرائيلي على فعل المزيد لحماية المدنيين وإيصال المساعدات لغزة. كما ناقشا السُبل الأفضل لضمان هزيمة مستدامة لـ"حماس" في غزة. في المقابل، اعتبر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران، أن تبنّي القرار الأوّل لمجلس الأمن الدولي الذي يُطالب بوقف إطلاق النار في غزة يُظهر "العزلة السياسية غير المسبوقة" لإسرائيل، فيما التقى هنية والوفد الفلسطيني المرشد الأعلى علي خامنئي. وأشاد خامنئي "بالصمود المنقطع النظير لقوى المقاومة الفلسطينية"، قائلاً إن "الصبر التاريخي لأهالي غزة... ظاهرة عظيمة أعزّت الإسلام حقاً، وجعلت قضية فلسطين القضية الأولى في العالم، رغم إرادة العدو"، مؤكداً أنّه "لن تتوانى جمهورية إيران الإسلامية عن دعم قضية فلسطين وأهالي غزة المظلومين والمقاومين".


وبعد تأكيد أميركي في هذا الخصوص، حسم الجيش الإسرائيلي أنه قتل مروان عيسى، الرجل الثاني في "كتائب القسام"، مشيراً أيضاً إلى تصفية غازي طعمة، الرجل الثالث ومساعد مروان عيسى. بالتوازي، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن 18 فلسطينيّاً لقوا حتفهم بسبب إنزال جوي لمساعدات "في شكل خاطئ"، داعياً إلى "وقف إنزال المساعدات" جوّاً وفتح المعابر البرّية فوراً، لكن البيت الأبيض شدّد على أن الولايات المتحدة "ستواصل" إلقاء مساعدات إنسانية جوّاً في غزة.


وفي خطوة وصفها مراقبون بأنّها تشديد لـ"حصار العقوبات" الأميركي على "محور الممانعة"، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تتعلّق بـ"مكافحة الإرهاب" على من وصفتهم بوسطاء ماليين وتجاريين للحوثيين في اليمن و"فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.


وذكرت الخزانة الأميركية أن العقوبات تستهدف 6 كيانات وفرداً وناقلتين متمركزتين أو مسجّلتين في ليبيريا والهند وفيتنام ولبنان والكويت، مشيرةً إلى أنهم شاركوا في تسهيل شحنات السلع والمعاملات المالية. كما فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على 11 فرداً وكياناً يدعمون نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال "تسهيل التحويلات المالية غير المشروعة والاتجار بالمخدّرات"، في حين زعم المتمرّدون الحوثيون أنّهم شنّوا 6 هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة بين يومَي السبت والأمس ضدّ سفن ومدمّرتَين أميركيّتَين في البحر الأحمر وفي اتجاه إسرائيل.

MISS 3