"أف أس بي" يتّهم كييف والغرب بتسهيل اعتداء "داعش"

02 : 00

حمّلت روسيا أمس أوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها مسؤولية الاعتداء الإرهابي على "كروكوس سيتي هول" في ضواحي موسكو الجمعة الماضي، رغم تبنّي تنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" المجزرة التي أودت بـ139 شخصاً، إذ أفاد رئيس جهاز الأمن الفدرالي "أف أس بي" ألكسندر بورتنيكوف عن أنه بينما لم تُحدّد هويات الأشخاص الذين "أمروا" بالهجوم، كان منفّذوه متوجّهين إلى أوكرانيا، حيث كانوا سيحظون بـ"استقبال الأبطال"، زاعماً أن الهجوم "سهّلته أجهزة استخبارات غربية، والاستخبارات الأوكرانية نفسها لديها صلة مباشرة بالأمر".


لكن بدا أن أقرب حليف دولي لروسيا، الرئيس البيلاروسي المُشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو يُقوّض رواية الكرملين الرئيسية، حيث أعلن أن المُهاجمين حاولوا دخول بلاده قبل التوجّه نحو أوكرانيا. وقال: "أدركوا أنه لا يُمكنهم على الإطلاق دخول بيلاروسيا، لذلك عادوا أدراجهم وتوجّهوا إلى جزء من الحدود بين روسيا وأوكرانيا". في الأثناء، قرّرت محكمة في موسكو حبس المشتبه فيه الثامن في الاعتداء وهو يتحدّر من قرغيزستان. وأوضح مسؤولون أن الأوامر صدرت بإبقائه قيد الاعتقال حتّى 22 أيار على أقلّ تقدير، من دون تحديد تفاصيل الاتهامات الموجّهة إليه.


وكانت وجّهت اتهامات مرتبطة بالإرهاب لـ3 مشتبه فيهم آخرين، بينهم مواطن روسي واحد على الأقلّ. أما الأشخاص الـ4 الذين وُجّهت الاتهامات إليهم بتنفيذ الاعتداء، فهم من طاجيكستان.


ولفت مسؤول تركي إلى أن 2 من المشتبه فيهم المتحدّرين من طاجيكستان تنقّلا "بحرّية بين روسيا وتركيا" قُبيل الاعتداء، مشيراً إلى أنهما مكثا فترة في تركيا قبل وقت قصير من وقوع الهجوم ودخلا روسيا على متن الرحلة ذاتها الآتية من اسطنبول. وفي سياق متصل، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن مواطناً ينتمي إلى مجموعة "فيلق المتطوّعين الروس" الموالية لأوكرانيا قُتل في انفجار قنبلة كان يحملها خلال توقيفه في منطقة سامارا، مدّعياً أنه كان يُخطّط لهجوم على نقطة لجمع المساعدات الإنسانية. وأشار إلى العثور على عبوة ناسفة في منزله، بالإضافة إلى مواد لازمة لتصنيعها. ميدانيّاً، أكدت البحرية الأوكرانية أنها أصابت سفينتَين روسيّتَين إضافيّتَين في ضربات نفّذتها الأحد في شبه جزيرة القرم المحتلّة، فيما كانت أعلنت إثرها إصابة سفينتَين فقط. وأوضحت أنه بالإضافة إلى سفينتَي الإنزال "يامال" و"أزوف"، تمكّنت قوات الدفاع الأوكرانية في 24 آذار من إصابة سفينة الاستطلاع "إيفان خورز" وسفينة الإنزال الضخمة "كوستيانتين أولتشانسكي". ديبلوماسياً، أكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موسكو منفتحة على الحوار مع واشنطن، لكنّها تسعى إلى إجراء مناقشة شاملة لكلّ القضايا، بحسب "وكالة الأنباء الألمانية"، فيما كشف سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف أن السفارة الروسية في الولايات المتحدة اتفقت مع مسؤولي الإدارة الأميركية على مناقشة العلاقات الثنائية الأسبوع المقبل. في الغضون، أعلنت فيتنام أن بوتين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة اعتقال، وافق على تلبية دعوة لزيارة البلاد في موعد سيُحدّد لاحقاً.



وذكرت الحكومة الفيتنامية أن بوتين تحدّث هاتفيّاً مع الأمين العام للحزب الشيوعي نغوين فو ترونغ وبحثا سُبل تعزيز التعاون بين البلدَين. كما أعرب نغوين عن تعازيه بعد اعتداء الجمعة في موسكو. إلى ذلك، أحيت عائلة المُعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني مع أنصار له ذكرى مرور 40 يوماً على وفاته داخل السجن. ونشرت أرملة نافالني يوليا نافالنيا رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي توجّهت خلالها بالشكر إلى "كلّ من يُحيون ذكراه"، مرفقةً أغنية تحتفي بذكرى زوجها جاء فيها أن "الظلمة لا تخيفنا يا ليوتشا (تصغير لاسم أليكسي)، لن نستسلم". وشوهدت والدة نافالني ليودميلا في مقبرة بوريسوفو برفقة آلا أبروسيموفا، والدة يوليا، وقد اتّشحتا بالأسود. وتوجّه أيضاً والد نافالني أناتولي إلى المقبرة، فيما غطّت زهور وأكاليل ورد الضريح الذي يعلوه صليب كبير.

MISS 3