في كل مقابلة لوزير تلفزيون لبنان «المردي» هناك زحطة، وفي كل تصريح «زلّة» وفي كل تغريدة مختارة من «أرشيفه» خبطة.
في الأمس إستشعر صاحب المعالي، في وثيقة بكركي «نفساً ذاهباً باتجاه مشكل وليس باتجاه حلّ، لذا نحن لم نرض المشاركة بهذا الموضوع» والـ «نحن» تعود إلى مفرد بصيغة الجمع: سليمان بك.
يبدو أن المطران «طابخ « الوثيقة ما عنده نفس على إعداد الأطباق اللبنانية التي تلائم كافة الأذواق. معه حق الوزير الخلوق الهادئ أن «ينقز» من أي كلام يتعلق بسيادة الدولة، واستكمال حلّ الميليشيات كما نص الطائف وكما ورد في كل القرارات الدولية.
هذا هو «النَفس» غير المستحب في مسودة الوثيقة عدا ذلك كل شيء قابل للنقاش بس ما يدقوا بالدويلة وسلاح الدويلة وما يزعجوا خاطر المرشد الأعلى للدولة والدويلة.
ومما جاء على لسان حال تيار المرده في حكومة ميقاتي أن تياره كلّه تحت عباءة بكركي وتحت سقف بكركي: صلاة وصيام وزواج وعمادة وشعنينة وقداديس وحفظ تعاليم وطاعة صافية هذا في الجانب المسيحي الإيماني والأخلاقي. في الجانب الوطني المرده رئيساً ونائباً ووزيراً وحليفين تحت سقف المرشد وتحت عباءته. و»نَفَس عن نَفَس بيفرق»
ترجم وزير تلفزيون لبنان الطاعة البنوية لمرجعية بكركي بالسير في حملة سابقة سيقت ضد مطرانين بغير وجه حق، بتهمة صورة جمعتهما بالرئيس الإسرائيلي! وكاد يطلب سوقهما مخفورين أمام القاضي فادي عقيقي. مسك وزير المرحلة أعصابه في «حوار المرحلة» ولم يفعلها. في العموم يتمتع مكاري بهدوء وصلابة وثبات، وإن لم يدِن زيارة البطريرك بشارة الراعي للقدس في العام 2014 في آخر عشر سنوات سيدينها لاحقاً بمفعول رجعي، إثباتاً لعروبة المرده.
وفي الإنتقال إلى زحطات الذاكرة، فقد ذكر خليفة القرداحي في مقابلة متلفزة أن «القوات والكتائب كانوا جزءاً من دخول وتغطية النازحين السوريين إلى لبنان» والحزبان كانا خارج حكومة ميقاتي العام 2011، سنة دخول السوريين، فيما كان وزير المرده فايز غصن وزيراً للدفاع لربما ظنّ الأخ زياد أن غابي ليّون قوات وفريج صابونجيان كتائب. وبعض الظنّ ليس إثماً.
منذ إعلان «الثنائي الشيعي الوطني ليمتد» عن ترشيح القطب الماروني الممانع لرئاسة الجمهورية، فرض رئيس الحزب الحديدي الصمت على قيادات صفّه الأول فغاب الوزير يوسف سعادة عن السمع واختفى الوزير يوسف فنيانوس وتصوّفا وبسحر ساحر تبخّر ريمون عريجي، وفوّض طوني فرنجيه والأخ زياد ترجمة مواقف المرشح الرئاسي وأفكاره وحساسياته أمام المراجع المختصة. يعمل بهذا التفويض حتى إشعار آخر.