وفق أكبر مراجعة عن الأغذية فائقة التصنيع حتى الآن، ثمة رابط بين هذه المنتجات و32 أثراً صحياً سلبياً.
على مستوى العالم، تشير التقارير إلى وفاة شخص واحد من كل خمسة بسبب سوء الحمية الغذائية، لذا بدأ دور الأغذية فائقة التصنيع يثير اهتمام عدد كبير من الباحثين في السنوات الأخيرة.
حللت المراجعة الجديدة عدداً من الدراسات الحديثة التي تشمل حوالى 10 ملايين شخص، وتشير نتائجها إلى وجود رابط بين استهلاك كميات كبيرة من الأغذية فائقة التصنيع وتدهور الصحة والوفاة المبكرة بسبب مجموعة من الاضطرابات، أبرزها أمراض القلب، والنوع الثاني من السكري، والبدانة، وتدهور الصحة النفسية.
من المعروف أن الحميات الغنية بهذه المنتجات تسيء إلى الصحة، وتدعم الدراسة الجديدة ارتباطها بمجموعة متنوعة من الأمراض. لكن تتعدد الأسئلة العالقة حول الآليات التي تجعل هذه الأغذية مُضِرّة.
طرح الباحثون عدداً من الآليات المحتملة على مر السنين، منها سوء نوعية الأغذية، إذ يكون جزء من هذه المنتجات غنياً بالدهون والسكر والملح مقابل تراجع نسبة الألياف، والفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة فيها.
ترتبط آليات أخرى بغياب التركيبة المناسبة، ما يؤدي إلى تسريع وتيرة الأكل، وزيادة مستوى السكر في الدم، وتراجع القدرة على كبح الشهية. ركّز الباحثون عموماً على المضافات الغذائية وعناصر كيماوية أخرى تُضاف إلى المنتجات، أو الملوثات المشتقة من الأغلفة والبيئة. تكثر المأكولات التي تدخل في خانة المنتجات فائقة التصنيع، لكنها تحتوي في الوقت نفسه على مجموعة متنوعة من المغذيات. يدخل الخبز الكامل في هذه الخانة مثلاً، على غرار المثلجات، والدونات، والوجبات المقلية، ما يعني أن مختلف المنتجات فائقة التصنيع قد تعطي آثاراً صحية بارزة.
كذلك، يُفترض أن تزيد سهولة تحديد المنتجات السيئة والآمنة وتلك التي تصبح مفيدة كجزءٍ من حمية صحية ومتوازنة بفضل الدراسات الميكانيكية، حيث يتلقى المشاركون أغذية أو مقادير محددة في إطار تجربة مدروسة، والتحليلات الإحصائية المفصلة للدراسات السابقة.
أخيراً، يُفترض أن تُوجّه هذه الدراسات كلها التوصيات المرتبطة بكبح استهلاك الأغذية فائقة التصنيع إذا كانت تُضِرّ بالصحة. لكن يجب أن يُحدد الباحثون في الوقت نفسه أخطر الجوانب في تلك المنتجات كي يتمكن مصنّعو الأغذية من حذفها من حمياتنا الغذائية، كما حصل مع عدد من المقادير السيئة، أبرزها الدهون المتحولة وبعض الملوّنات الاصطناعية. يتكل عدد كبير من الناس على المنتجات الغذائية التجارية والمُصنّعة، لذا يجب أن نحرص على طرح منتجات آمنة ومغذّية مستقبلاً، لا سيما تلك التي تستهلكها المجموعات الفقيرة والأكثر عرضة للمخاطر.
