الجيش الإسرائيلي يعترف "تحت الضغط": إرتكبنا أخطاء جسيمة!

مدير الـ"سي آي إيه" إلى القاهرة... ونتنياهو يُحاول احتواء سخط بايدن

02 : 00

طفلتان فلسطينيّتان تتجوّلان في رفح أمس (أ ف ب)

عادت حظوظ إبرام اتفاق هدنة وتبادل الرهائن والأسرى لترتفع قليلاً بعد «المكالمة المتوترة» بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ من المتوقع وصول مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز إلى القاهرة للمشاركة في محادثات حول الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، أوضح البيت الأبيض أنها ستجري خلال عطلة نهاية الأسبوع بمشاركة أميركية.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن بيرنز سيجتمع مع رئيس «الموساد» ديفيد برنيع بالإضافة إلى مسؤولين من مصر وقطر، فيما أوضح موقع «أكسيوس» أن بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

وسارع نتنياهو إلى محاولة احتواء السخط الذي بات يتملّك بايدن، فأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «إسرائيل ستسمح بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل موَقت عبر أشدود ومعبر إيريز»، مشيراً إلى أن «هذه الزيادة في المساعدات ستمنع حدوث أزمة إنسانية، وهي ضرورية لضمان استمرار القتال وتحقيق أهداف الحرب».

وبالإضافة إلى السماح بوصول المساعدات عبر معبر إيريز وميناء أشدود، ستسمح السلطات الإسرائيلية أيضاً بـ»زيادة المساعدات الأردنية عبر كرم أبو سالم»، وهو معبر حدودي في جنوب إسرائيل. ومباشرةً بعد الإعلان الإسرائيلي، رحّب البيت الأبيض بالخطوات الرامية إلى «زيادة تدفّق المساعدات إلى غزة»، ودعا إلى تنفيذها «بشكل كامل وسريع»، فيما اعتبر بايدن لاحقاً أن إسرائيل تقوم بما طلبته واشنطن على صعيد إيصال المساعدات.

لكنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتبر أن «الظروف الإنسانية المأسوية» في غزة تتطلّب «نقلة نوعية في إيصال المساعدات المنقذة لحياة المدنيين»، فضلاً عن «تحوّل نموذجي حقيقي»، مشدّداً على أن الأمور لا يُمكن أن تستمرّ كما هي عليه. وحذّر من أنّه «أصبحنا على شفا هاوية: التجويع الجماعي الشديد واندلاع حرب إقليمية وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية. لقد حان الوقت للتراجع عن حافة الهاوية هذه، لإسكات دوي المدافع، لتخفيف المعاناة الرهيبة ولوقف مجاعة محتملة قبل فوات الأوان».

وتحت تأثير ضغوط دولية متزايدة، اعترف الجيش الإسرائيلي بارتكاب أخطاء أدّت إلى مقتل عمّال الإغاثة السبعة التابعين لمنظمة «وولد سنترال كيتشن»، هم فلسطيني و6 أجانب، جرّاء ضربات بطائرات مسيّرة في وسط القطاع مساء الإثنين. وجاء في تقرير للجيش أنه ارتكب سلسلة من «الأخطاء الجسيمة» أبرزها في التقدير، مؤكداً أنه أراد استهداف «مسلّح» من «حماس» اعتلى سطح إحدى شاحنات المساعدات وراح يُطلق النار.

وتحدّث الجيش عن «انتهاك إجراءات العمليات المعيارية»، مقرّاً بأنّ المنظمة الخيرية أبلغته بمخطط سير الموكب، لكن المسار لم يكن بحوزة العسكريين المسؤولين عن توجيه الضربات. وكشف الجنرال المتقاعد يوآف هار إيفين الذي يقود التحقيق، أنّه تمّ طرد الضابطين اللذَين أمرا بالقصف، وهما برتبة كولونيل ومايجور.

بيد أن «وورلد سنترال كيتشن» طالبت بتشكيل «لجنة تحقيق مستقلّة»، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في القصف إلى إجراء «تحقيق جنائي» بتُهمة «القتل». بالتوازي، رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتحمّل إسرائيل «كامل المسؤولية» عن مقتل عمّال الإغاثة، مع تشديده على أن واشنطن ستُتابع الأمر مع المسؤولين الإسرائيليين في الأيام المقبلة.

في السياق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: «نحن نُراجع بعناية النتائج الأولية للتحقيق الإسرائيلي... ونُرحّب بوقف ضابطين عن العمل كخطوة أولى»، معتبراً أن «هذه النتائج يجب أن تُنشر بالكامل ويجب أن تُتبع بمراجعة مستقلّة تماماً، لضمان أقصى قدر من الشفافية والمساءلة».

ميدانيّاً، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن غارات جوية وقصف مدفعي في كافة أنحاء القطاع، خصوصاً في رفح وخان يونس. وبحسب وزارة الصحة التابعة لـ»حماس»، فقد قُتل في القطاع 33091 شخصاً.

ديبلوماسيّاً، كان لافتاً ما قاله مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل أمام مجلس الأمن الدولي، عن أن المجموعة العربية تدعو إلى اتخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف الحرب في غزة، معتبراً أن تل أبيب ترتكب «إبادة جماعية» في القطاع.

في الموازاة، وجّه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أوّل موقف له في هذا الخصوص، انتقادات شديدة لإسرائيل في قرار تضمّن إشارة موضع جدل إلى «إبادة جماعية» في غزة، وطالب بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل.

إلى ذلك، رأى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن إسرائيل بصدد «خسارة حرب التواصل تماماً» في غزة، بسبب المشاهد التي تُبث عن الحرب في القطاع، معتبراً أن عليها حسم النزاع وتحقيق الانتصار سريعاً.

MISS 3