شربل داغر

ترامب، فاسد اللغة!

3 آب 2020

02 : 00

نجح الرئيس دونالد ترامب، حسب أقوال اخيرة له، في ان يستعيد خمسة ألفاظ من دون تعثر. وهي: شخص، امرأة، رجل، كاميرا تلفزيونية، وكلب. كان ذلك في امتحان ذاكرته، وقوة الحفظ لديه، وهو في الرابعة والسبعين من عمره، الطامح إلى ولاية رئاسية ثانية في الخريف المقبل.

ما استطاعَه ترامب مدعاة لافتخاره، لكونه جديراً بالقيادة، حسب قوله. إلا ان ما انجزه بألفاظه الخمسة مدعاة لأن نعيده الى المدرسة من جديد، ولكن لامتحانات اخرى.

فأول دروس اللغة هو تعلم الابجدية، ثم عدد محدود من الالفاظ، قبل الانتقال - الى ما كان يسمى في مدرستي الابتدائية - "تركيب الجمل".

ما نجح فيه ترامب يصلح للمسنين من دون شك، أو للصبية اليافعين في التمارين الكشفية، إذ يضعون امام انظارهم ما يزيد على الخمسة أغراض، في أقل من دقيقة، ثم يطلبون منهم تذكر أسمائها...

اما ما فشلَ ويفشل فيه ترامب، غير مرة في اليوم الواحد، فيقوم على سوء التعبير، ما يعني أنه لم يتعلم "تركيب الجمل" السليم.

فهو لا يستعجل فقط في بناء الجملة، ولا ينفث فيها نزوعاته العدوانية وحسب، وإنما لم يتعلم اصطفاف الجملة في نظام. فتراه يرشقها، مثل من يحيل ألفاظ اللغة الى حصى، لا الى سلسلة إبداعية او تعبيرية محكمة.

الظريف في هذا كله هو أن ترامب لا يعرف الفرق بين من يعرف بعض ألفاظ المعجم، وبين من يحسن بناء جُمل بها، ما يعني بناء فكرياً لها بالضرورة.

لكن الأدهى في هذا كله هو أنه من المستحيل تعليم ترامب، اليوم، بناء الجملة، وتنمية مفرداته المعدودة... فكيف اذا كان لا ينتبه إلى أن جُمله الفاسدة تُدمي، وتَقتل.

فكيف إذا نجح أيضاً في ان يُشيع في العالم، بين الساسة وهواة التزوير في وسائل التواصل الاجتماعي، جُملاً قد تكون سليمة نحوياً، لكنها مزورة وفاسدة في صحتها!


MISS 3