مع التزايد المُقلق في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" بين اللبنانيين بسبب عدم وعيهم وقلّة إدراكهم وإستهتارهم بصحّتهم وحياتهم من جهة، وبعد بيان منظمة الصحة العالمية أول من أمس السبت الذي توقّع وباءً طويلاً جداً من جهة أخرى، تعود علامات الإستفهام لترتسم مجدداً حول مصير البطولات الرسمية التي كانت الاتحادات الرياضية قد حدّدت مواعيدها في وقت سابق. فإتحاد كرة القدم إضطرّ الى إرجاء مسابقتَي كأسَي "النخبة" و"التحدّي" اللتين كانتا ستنطلقان في نهاية الأسبوع الماضي، وهما بطولتان رسميتان تسبقان قصّ شريط الدوري المحلّي، وهذا يعني أنّ منافسات الدوريّ لن تنطلق في موعدها المحدّد في شهر أيلول المقبل كما كان مقرّراً.
كذلك فإنّ التعاقدات في لعبتَي كُرة القدم وكرة السلة موضوعة حالياً على نارٍ حامية، وأنديتها تتسابق على ضمّ خيرة اللاعبين والمدرّبين الى فرقها بغية المنافسة الجدّية على الألقاب، فماذا سيكون حال ومصير هذه الصفقات في حال مدّدت وزارة الشباب والرياضة قرار إقفال الملاعب وتجميد النشاطات الرياضية الى حين إنحسار موجة "كورونا"، والتي لا يعرفُ أحد حتى الساعة متى وكيف ستنتهي.
إنّ الوضع الرياضيّ كما الوضعَين السياسيّ والاقتصاديّ العام في البلاد لا يدعو الى التفاؤل، والأندية التي تسارع الى تعزيز صفوفها للموسم المقبل هي تماماً كمن يقفزُ في المجهول، إذ من سيعوّض عليها في حال جازفت وأنفقت ما تدّخر من أموال لكي تكون جاهزة وحاضرة للموسم الجديد الذي قد يبصر النور قريباً، أو قد يُخنق في مهده في حال بقي كابوس "كورونا" منتشراً في لبنان والعالم بأسره لأشهر طويلة؟
