زيادة حالات الولادة المبكرة في ظل ارتفاع حرارة الأرض

02 : 00

بدأ التغير المناخي ينعكس سلباً على صحة الأطفال، إذ يولد عدد متزايد منهم قبل أوانه، ويلازمون المستشفيات، ويصابون بأمراض تنفسية، ما يجعل أضعف فئات المجتمع أكثر عرضة للوفاة.



راجع فريق أسترالي من العلماء 163 دراسة صحية من جميع أنحاء العالم، ويشير بحثهم الجديد إلى وضع مثير للقلق نتيجة تدهور صحة الأطفال بسبب التغير المناخي، ولن تتلاشى المشكلة في أي وقت قريب على ما يبدو.

يذكر هذا البحث أن درجات الحرارة المتطرفة بسبب التغير المناخي تزيد مخاطر الولادات المبكرة بنسبة 60%. حتى أنه يشير إلى تأثير زيادة الجزيئات المحمولة جواً ومسببات الحساسية المرتبطة بأحداث مناخية مثل حرائق الغابات، وموجات الجفاف، والمواسم غير المنتظمة، على الأمراض التنفسية وتداعيات الولادات المبكرة.

أعطت درجات الحرارة المتطرفة أكبر أثر على صحة الأولاد، لكن استنتجت 16 دراسة من أصل عشرين تُعنى بتحليل عواقب ملوثات الهواء أن صحة الأطفال تتأثر بحرارة الطقس، بدرجة معينة على الأقل.

يؤثر تلوث الهواء مثلاً على الأمراض التنفسية. ذكرت سبع دراسات على الأقل أن زيادة نسبة الجزيئات المحمولة جواً تزامنت مع ارتفاع عدد الأطفال المصابين بمشاكل تنفسية في المستشفيات.

لكن يشير الباحثون إلى عدم تمثيل البلدان ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة في البحث الجديد، ما يعني أن هذا المشهد القاتم قد لا يكشف حقيقة الوضع المرتقب، لأن معظم الدراسات التي خضعت للتحليل جرت في بلدان ذات مداخيل مرتفعة، حيث يسهل حماية الأطفال من أسوأ تداعيات التغير المناخي.

تتعدد العوامل التي تحمي صحة الأولاد من مخاطر التغير المناخي، أبرزها الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وتسهيل الحصول على رعاية صحية عالية الجودة، وتطوير بنى تحتية مناسبة، وتحسين الأمن الغذائي.

في النهاية يقول عالِم الطب، لويس ويدا، من جامعة غرب أستراليا: «التغير المناخي ظاهرة عالمية، وهو ينعكس سلباً على جميع البلدان والبشر، لذا يجب أن نُحضّر المجتمعات لزيادة المخاطر المطروحة على صحة الأطفال. لحماية الأولاد راهناً ومستقبلاً، يُفترض أن تطوّر الجهات المعنية سياسات خاصة بالصحة العامة لمكافحة الأمراض المرتبطة بالمناخ، فضلاً عن بذل الجهود اللازمة لتقليص التداعيات المناخية التي سبّبها البشر».

MISS 3