واشنطن ترسم لبكين خطوطها الحمر... واستثمار تايواني ضخم في أميركا

02 : 00

وزيرة الخزانة الأميركية برفقة السفير الأميركي في بكين أمس (أ ف ب)

في ختام 4 أيام من محادثات عالية المستوى أجرتها في الصين، كشفت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الخطوط الحمر التي وضعتها واشنطن لبكين، حيث أكدت خلال مؤتمر صحافي من مقرّ إقامة السفير الأميركي أمس، أنها والرئيس الأميركي جو بايدن «لن يقبلا» بوضع يؤدّي إلى إغراق الأسواق العالمية بالمنتجات الصينية المتدنية الأسعار، مشيرةً إلى أن ذلك أدّى إلى «تدمير صناعات في أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة».

ولفتت يلين إلى أن إدخال بعض التغييرات على السياسة الصينية سيكون أمراً «ضرورياً ومناسباً»، بينما أكدت أن الولايات المتحدة «لا تسعى إلى فك الارتباط» مع الصين، مشدّدةً على أنه «لا أرغب برؤية العلاقة مع الصين تتدهور وتتراجع».

وبعدما اجتمعت 11 ساعة مع نظيرها نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، طرحت المسألة مع رئيس الوزراء لي تشيانغ أيضاً. وأعربت عن قلقها حيال ضعف الاستهلاك في الصين والإفراط في الاستثمار، مشيرةً إلى «اختلالات في التوازن تفاقمت بفعل الدعم الحكومي الواسع النطاق في قطاعات صناعية معيّنة».

من جانبها، رفضت بكين التصريحات الأميركية، إذ قال وزير التجارة وانغ وينتاو ليلين إن على واشنطن النظر إلى مسألة الطاقة الإنتاجية في شكل «موضوعي» ومن منظور «يُراعي السوق»، بحسب وكالة «أنباء الصين الجديدة»، لكن اتفق البلدان على فتح قنوات لإجراء مزيد من المحادثات في شأن الطاقة الإنتاجية المفرطة.

في الموازاة، أوضحت يلين أنها أجرت «محادثات صعبة في شأن الأمن القومي»، محذّرةً المسؤولين الصينيين من عواقب دعم الجهود الروسية لشراء معدّات عسكرية واستخدام الأدوات الاقتصادية للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالأمن القومي. وشدّدت على أن واشنطن ملتزمة عدم إيجاد نفسها أمام «أي مفاجآت» مرتبطة باستخدام هذا النوع من الأدوات.

وفي ظلّ تهديد الكونغرس الأميركي بحظر تطبيق «تيك توك» ما لم تنتقل ملكيته من شركة «بايت دانس» الصينية، أفادت يلين أنها ناقشت قضية «تيك توك» في شكل «مقتضب» مع نظرائها السياسيين، لافتةً إلى أن لدى كلّ من واشنطن والصين مخاوف مشروعة في شأن حماية البيانات الشخصية الحساسة، إنما تمنّت «إيجاد وسيلة للمضي قدماً».

من ناحيته، قال نائب وزير المال الصيني لياو مين إن «لدى كلّ دولة حاجة مشروعة لحماية أمنها القومي»، مضيفاً: «لكن يجب عدم تعريف مفهوم «الأمن القومي» بشكل فضفاض، واستخدام ما يُسمّى «التنويع» ذريعة، لأنّ هذا يؤثر على التجارة والاستثمار الطبيعي بين البلدين، واستقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد».

توازياً، وافقت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية العملاقة «تي أس أم سي» على بناء معمل ثالث لأشباه الموصلات في ولاية أريزونا، ليرتفع إجمالي استثماراتها في الولايات المتحدة من 40 إلى 65 مليار دولار. وبناء على هذا الاتفاق، ستحصل الشركة التايوانية على مبلغ يصل إلى 6.6 مليارات دولار كتمويل مباشر من الحكومة الأميركية، يُمكن أن يرتفع بمبلغ إضافي قدره 5 مليارات دولار على شكل قروض.

إلى ذلك، يتوجّه المستشار الألماني أولاف شولتز السبت إلى الصين في ثاني زيارة له لبكين منذ تولّى منصبه في 2021، تستغرق 3 أيام ويلتقي خلالها الرئيس شي جينبينغ ومسؤولين آخرين، بحسب المتحدّث باسمه شتيفن هيبيشترايت الذي أشار إلى أن برنامج الزيارة ما زال قيد الإعداد، لكن موعد الاجتماع مع شي محدّد الثلثاء المقبل.

MISS 3