بعد أشهر من تفادي إعطاء موقف واضح في شأن واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّرة في تشرين الثاني المقبل، أعرب الرئيس السابق دونالد ترامب في مقطع فيديو نُشر على منصّته «تروث سوشال» أمس، عن رغبته في أن تبقى مسألة سنّ القوانين في شأن حظر الإجهاض محصورةً بالولايات الأميركية، ما بدا أنه استبعاد لحظر على المستوى الفدرالي للحق في الإجهاض.
وأوضح ترامب أن «وجهة نظري الآن هي أن الإجهاض ستُحدّده الولايات عن طريق التصويت أو التشريع أو ربّما كليهما»، مشيراً إلى أن «الكثير من الولايات سيكون لديها عدد مختلف من الأسابيع» كحدّ أقصى للحمل لتسمح بالإجهاض، بينما اتهم الديموقراطيين بأنهم يؤيّدون الإجهاض حتّى لو كان ذلك في الأشهر الأخيرة من الحمل و»حتّى الإعدام بعد الولادة».
كذلك، كرّر ترامب تصريحات سابقة مفادها أنه مثل الرئيس الراحل رونالد ريغن، في ما يتعلّق بالإجهاض، «يؤيّد استثناءات الاغتصاب وسفاح القربى وعندما تكون حياة الأم معرّضة للخطر»، لكنّه اعتبر أن اتخاذ قرار في شأن هذه المسائل لا يعود إلى الإدارة الفدرالية، محذّراً من الكلفة الانتخابية لموقف محافظ جدّاً في شأن هذا الموضوع الحسّاس.
ولم يتأخّر منافس ترامب في الإنتخابات الرئاسية الرئيس جو بايدن في الردّ على تصريحات المرشّح الجمهوري للرئاسة، بحيث قال ساخراً في بيان صحافي لفريق حملته الانتخابية إنّ ترامب «يخشى أن يُحاسبه الناخبون» في الانتخابات الرئاسية بسبب «مسؤوليّته» في وضع حدّ للحق في الإجهاض الذي كان يضمنه الدستور، مضيفاً: «حسناً، لدي أخبار لك يا دونالد، سيُحاسبونك!».
ومنذ قرار المحكمة الفدرالية العليا، ذات الغالبية المحافظة، في حزيران 2022 بعدم اعتبار الإجهاض حقاً دستوريّاً، ما فتح المجال أمام الولايات لسنّ قوانين تحظر الإجهاض، خسر المحافظون كلّ الاستفتاءات أو عمليات التصويت حول موضوع الإجهاض، حتّى في الولايات التي عادة ما يفوزون فيها مثل أوهايو أو كانساس، بينما يستثمر الديموقراطيون هذه القضية، إذ إنهم يُدركون أنها ساهمت في فوزهم، أقلّه في الانتخابات المحلّية.
وتتنقل نائبة الرئيس كامالا هاريس بانتظام بين الجامعات الأميركية في الولايات الأكثر تنافساً في الانتخابات لمناقشة هذه القضية. وأصبحت الشهر الماضي أوّل نائبة رئيس تزور عيادة تجري عمليات إجهاض في ولاية مينيسوتا. وفي كلّ أنحاء البلاد، شجّع الديموقراطيون أيضاً تنظيم استفتاءات مصغّرة حول الإجهاض في العديد من الولايات الرئاسية الحاسمة، أبرزها أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا، في يوم الإنتخابات.
