رحيل الممثلة والمخرجة اللبنانية لطيفة ملتقى

22 : 20

 توفيت الممثلة والمخرجة المسرحية والتلفزيونية اللبنانية لطيفة ملتقى، عن عمر يناهز 92 عاماً، بعد نحو شهر ونصف الشهر على رحيل زوجها ورفيق دربها على الخشبة والشاشة أنطوان ملتقى الذي كانت معه من أبرز رواد المسرح اللبناني.



وأفاد نجلها المؤلف الموسيقى وعازف البيانو زاد ملتقى في تصريح لوكالة فرانس برس بأن الوضع الصحي لوالدته المولودة في 16 حزيران 1932، "لم يكن مستقرّاً في الأسابيع الأخيرة، والخميس الفائت دخلت في غيبوبة". وأضاف "أبقيناها في المنزل ووفرنا لها الرعاية الطبية اللازمة، وتوفيت اليوم في سريرها".



وأشار إلى أن ملتقى التي تشيّع الجمعة "لم تتحمّل" وفاة زوجها منذ 1959، المسرحيّ أنطوان ملتقى في 21 شباط الفائت. وأضاف: "كانت كل الوقت منذ وفاته تقول "أريد أن أرحل". كانت بكامل وعيها وواظبت على سؤالنا عنه".



وعُرف الزوجان باقتباسهما أو ترجمتهما معاً عدداً من أبرز الأعمال العالمية، واشتهرا شعبياً بدوريهما في المسلسل التلفزيوني "عشرة عبيد زغار" في منتصف سبعينات القرن العشرين.



وارتبطت مسيرتا الزوجين، وتوالت أعمالهما المشتركة، ولعبا أدوراً تأسيسية مهمة في المسرح اللبناني.



وكان نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون السابق الكاتب والممثل جان قسيس ذكّر في تصريح لوكالة فرانس برس يوم وفاة أنطوان ملتقى بأن "البدايات المسرحية لأنطوان ولطيفة كانت مع منير أبو دبس الذي حمل إلى لبنان من فرنسا طلائع المسرح الحديث"، إذ أسسا معه عام 1960 معهد التمثيل الحديث.



لكنّ الزوجين "استقلا لاحقاً ليؤسسا حلقة المسرح اللبناني"، بحسب قسيس. وانبثق عن هذه الحلقة عام 1967 محترف المسرح الاختباري "الذي استقطب الكثيرين من عشاق المسرح وطلاب التمثيل وقدمت فرقته أعمالاً عدة، وفق قسيس.



وشارك الزوجان في إطلاق أول مهرجان للمسرح في لبنان في بلدة راشانا في شمال البلاد.



ومن أبرز المسرحيات التي اقتبسها أنطوان ولطيفة ملتقى أو ترجماها أو أخرجاها أو شاركا في التمثيل فيها "ماكبِث" و"ريتشارد الثالث" لشكسبير و"أوديب ملكا" و"أنتيغون" لسوفوكليس، و"الذباب" لجان بول سارتر و"عرس الدم" لغارسيا لوركا و"سوء تفاهم" و"كاليغولا" لألبير كامو.



وفي 1980، أسسا "مسرح مارون النقاش"، على اسم رائد المسرح العربي، وهو معدّ لمختلف إختبارات الفضاء المسرحي. وشرح قسيس أنه "كان أول مسرح مفتوح في لبنان، وكسرا من خلاله معادلة الجدار الرابع الذي أرساه المسرح الكلاسيكي".



وتولت لطيفة ملتقى التدريس في الجامعة اللبنانبة منذ إنشاء معهد الفنون الجميلة (قسم التمثيل) سنة 1965حتى تقاعدت سنة 1996.



ورأى زاد ملتقى أن والدته التي مارست مهنة المحاماة حتى سنة 1965 كانت منذ خمسينات القرن العشرين تجسّد مفهوم المساواة بين المرأة والرجل. وقال "في بيتنا لم نشعر يوماً أن المرأة أقل شأناً من الرجل، إذ أن والدتي شكّلت نموذجاً عن المرأة القوية".



يحتفل بالصلاة لراحة نفسها عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الجمعة المقبل في كنيسة مار نهرا – فرن الشباك.





وقد نعاها معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ونقابة الممثلين ونقابة الفنانين المحترفين، كما ودّعها عدد كبير من نجوم التمثيل والاخراج بعبارات مؤثرة على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


 الفنان القدير عاطف العلم كتب عبر فايسبوك: "تتعب عيونُنا من الأيّام... تتعب بلا أيّام... نثقب الجدار، نبحث عن يومٍ آخر، أهنالك يومٌ آخر؟ على مسافة "قبلة" من رحيل "انطوان"... أصبحت الايّام جرحاً، اختارت الريح بساطاً والتراب غطاء... أقفلت الباب، انتهت"زيارة المرأة العجوز". تدثّرتِ الحبَّ والأحلام، قصدت "زيارة " الينبوع الحيّ.. (لطيفة ملتقى)... وداعاً... لروحك الرحمة، المغفرة وفسيح الجنان... ولنا طيب الذكرى... أصدق وأسمى آيات العزاء، للابناء، جيلبير، زاد وجيهان... للأحفاد... العائلة... الاصدقاء والزملاء... (فليكن ذكرها مؤبّدا)".



الممثلة مارينال سركيس كتبت: "لطيفة ملتقى استاذتي اذهبي بسلام الى استاذ أنطوان".



الممثلة غريتا عون قالت: " برحيل اساتذتي ريمون جبارة، انطوان ملتقى والآن لطيفة ملتقى… خسرت الجامعة اللبنانية - معهد الفنون أعمدتها الأساسية…. بحبكن لتخلص الدني".



MISS 3