واشنطن تُزوّد كييف بـ«ذخيرة إيرانية»... وأوكرانيا تقصف مصنعاً روسيّاً

02 : 00

زيلينسكي خلال تفقّده الخطوط الدفاعية في خاركيف أمس (أ ف ب)

في ظلّ عرقلة الكونغرس الأميركي وصول مساعدات جديدة إلى كييف التي باتت تُعاني من نقص حادّ على مستوى الذخيرة، زوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا الأسبوع الماضي أسلحة خفيفة وذخيرة جرت مصادرتها بين أيار 2021 وشباط 2023 أثناء نقلها من «الحرس الثوري» الإيراني إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن، حسبما أعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة الوسطى «سنتكوم» أمس، والتي أكدت أنه «سنواصل القيام بكلّ ما يلزم لتسليط الضوء على أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار وإيقافها».

وأوضحت «سنتكوم» أن واشنطن «نقلت أكثر من 5000 سلاح «كلاشنيكوف» ورشاشات وبنادق قناصة و»آر بي جي 7» وأكثر من 500 ألف قطعة ذخيرة عيار 7.62 ميليمتر إلى القوات المسلّحة الأوكرانية»، مشدّدةً على أن «هذه الأسلحة ستُساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة الغزو الروسي». ولفتت إلى أن واشنطن «استحوذت على ملكية هذه الذخائر في الأوّل من كانون الأول عبر المصادرة المدنية من طريق وزارة العدل».

وخلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن عدم إيفاء واشنطن بالتزاماتها حيال أوكرانيا قد يُشجّع خصوم الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ذلك «سيبعث بإشارة مفادها أن واشنطن شريك غير موثوق به، ما يُشجّع المستبدين في مختلف أنحاء العالم للقيام بالأمور التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

تزامناً، حضّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الجمهوريين أمس على إقرار حزمة المساعدات الأميركية الضخمة لدعم أوكرانيا، معتبراً أن «ثمّة أناساً في طهران، في بيونغ يانغ، في بكين، يُراقبون كيف نقف إلى جانب حلفائنا، كيف نُساعدهم، كيف نوقف هذا العدوان غير المشروع وغير المُبرّر (في إشارة إلى الغزو الروسي)، ويُحاولون تبيان ما إذا كُنّا ملتزمين» بمساعدة كييف في ذلك، فيما كان قد التقى المرشّح الجمهوري دونالد ترامب في فلوريدا الإثنين.

في الموازاة، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لعدم قدرة حلفاء أوكرانيا الغربيين على تزويدها بـ7 بطاريات دفاع جوي من طراز «باتريوت» التي تطلبها. وأكد أنه «علينا أن نفعل المزيد وبسرعة لمساعدتهم في الحصول على القدرات التي يحتاجون إليها»، داعياً الدول الأوروبّية إلى زيادة قدراتها الدفاعية بسرعة وخفض اعتمادها على واشنطن، وفق وكالة «فرانس برس».

ميدانيّاً، أكد مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة «رويترز» أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قصفت منشأة إنتاج رئيسية، وهي مصنع صيانة الطيران رقم 711 في بلدة بوريسوجليبسك في منطقة فارونيش الروسية التي تبعد 350 كيلومتراً على الأقلّ من الأراضي الأوكرانية، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن طائرتَين مسيّرتَين أسقطتا فوق المنطقة. كما قتلت إمرأة وطفل وأُصيب 3 آخرون بنيران المدفعية الأوكرانية في منطقة بريانسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا.

وأسقطت القوات الجوية الأوكرانية 20 طائرة مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا فوق مناطق ميكولاييف وأوديسا وخيرسون ودنيبروبتروفسك وبولتافا وفينيتسيا ولفيف. وقُتل شخصان وأُصيب 6 آخرون جرّاء غارات روسية على مناطق كوستيانتينيفكا وتشرنيغوف وخاركيف، بحسب السلطات المحلّية، في حين دمّرت موسكو صاروخاً مضاداً للسفن من طراز «نبتون» أطلقته أوكرانيا فوق البحر الأسود، بحسب الدفاع الروسية.

في الأثناء، تفقّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخطوط الدفاعية المحفورة حديثاً في خاركيف، بحسب الرئاسة الأوكرانية. وقال زيلينسكي: «يجب أن نكون مستعدّين ويجب أن يرى الروس أنّنا مستعدّون للدفاع عن أنفسنا، إذ أُريد أن يعرف شعبنا أن أوكرانيا مستعدّة إذا هاجم العدو».

نوويّاً، أوردت وكالة الإعلام الروسية أن طائرة مسيّرة أوكرانية هاجمت مبنى تابعاً لمحطة زابوريجيا النووية المحتلة من قبل موسكو يُستخدم لأغراض التدريب، بعد 10 دقائق فقط من زيارة ممثلي بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق «رويترز»، في حين نفت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية استهداف كييف المحطة.

وفي سياق متّصل، فتحت روسيا تحقيقاً في «تمويل الإرهاب» يستهدف دولاً غربية، مشيرةً إلى أن أموالاً حصلت عليها شركات أميركية في أوكرانيا، بما فيها شركة «بوريسما» التي عمل فيها نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، هانتر، استُخدمت لارتكاب «أعمال إرهابية» في روسيا. وذكرت أن التحقيق يسعى إلى تحديد «العلاقة بين المنفّذين المباشرين للأعمال الإرهابية والجهات الخارجية والمنظمات الراعية لهم».

MISS 3