مايز عبيد

شوقي فتفت نقيباً لمهندسي الشمال: كسر تحالف "المستقبل" - "القوات"

15 نيسان 2024

02 : 00

انتخابات مهندسي الشمال

إنتخابات حزبية بامتياز. هذا ما يمكن أن توصف به الإنتخابات التي خاضتها الأحزاب والقوى السياسية في نقابة المهندسين في طرابلس يوم أمس، إذ حضرت فيها الحماوة وغابت عنها قوى 17 تشرين، وشعاراتها ضد السلطة وكأنها أصبحت شيئاً من الماضي.

الإنتخابات انطلقت عند التاسعة من صباح الأحد واستمرت حتى السابعة والنصف من مسائه، في مقر نقابة مهندسي طرابلس والشمال في منطقة الضم والفرز، وذلك لانتخاب نقيب وأربعة أعضاء جدد لمجلس النقابة بالإضافة إلى عضو لإدارة الصندوق التعاضدي وعضو للجنة حسابات الصندوق التعاضدي وعضو أصيل في المجلس التأديبي.

تنافست لائحتان أساسيتان واحدة حملت اسم «نقابتنا- نبنيها معاً»، مدعومة من أحزاب («المستقبل»، «القوات اللبنانية» و»المردة»)، ولائحة ثانية حملت اسم «النقابة للجميع»، مدعومة من أحزاب («التيار الوطني الحر»، «العزم» والإصلاح النقابي» و»القومي السوري») بشكل أساسي.

الحشد الذي حصل قبيل 14 نيسان يوم الإنتخابات كان حزبياً بامتياز، عملت خلاله الأحزاب على شدّ عصب مهندسيها من كل حدبٍ وصوب، تحت شعارات نقابية وأهداف قالت الأحزاب إن لائحتها ستعمل على تطبيقها في حال فوزها.

كان واضحاً أن الانتخابات ليست نزهة لأي فريق، أما الحشد الحزبي الذي حصل فاستطاع رفع عدد المقترعين إلى ما يزيد عن الـ3000 مهندس، أي ما يزيد عن الدورة الماضية بحوالى 800 صوت. وتميّز النهار الإنتخابي الطويل بالهدوء وبالأجواء المحمومة وبالتنافس الديمقراطي، وبحضور مسؤولين حزبيين. وكانت الإستطلاعات ما قبل الإنتخابات تشير إلى تقدّم لائحة «نقابتنا» أي لائحة تحالف («المستقبل» و»القوات اللبنانية») على منافستها لائحة «النقابة للجميع»، مع احتمال حدوث خرق لصالح اللائحة المنافسة، وسط حضور واضح لنواب ومسؤولين حزبيين من مختلف الأحزاب المشاركة في تشكيل اللوائح. ولم تخل الأمور من حملاتٍ إعلامية ودعائية، استعانت فيها الأحزاب بشعاراتها السياسية المعهودة ضد بعضها البعض وكأنها معركة إنتخابات نيابية مصيرية.

تحشيد قوي سعى إليه «تيّار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» بشكل أساسي لجمع أكبر قدر من مهندسي الحزبين حول اللائحة، والمرشح المختار لمركز النقيب مرسي المصري، فيما كان دور الحليف الثالث أي «تيار المردة»، أقل تأثيراً، لا سيما وأنّ «المردة» لا يتمتع بالحضور القوي والمنظّم بين المهندسين كما حال «المستقبل» والقوات». في المقابل كان لافتاً التفاف «تيار العزم» (تيار الرئيس نجيب ميقاتي) إلى جانب «التيار الوطني الحر» وتيار الإصلاح («الجماعة الإسلامية») وبعض نواب طرابلس (أشرف ريفي وفيصل كرامي)، بمواجهة ما أسموه كسر احتكار «المستقبل» و «القوات» للسلطة في رأس النقابة الشمالية. وتقول أوساط مطّلعة إن المرشح الفائز لمركز النقيب شوقي فتفت استطاع نيل أصوات عدد لا بأس به من المهندسين من خارج الدائرة الحزبية، وبعضهم من المغتربين في الخارج الذين حضروا إلى لبنان في الأعياد وصوّتوا لصالحه، بالإضافة إلى أصوات طرابلسية كانت ممتعضة كونها المرة الأولى التي يختار فيها «تيار المستقبل» شخصاً (سنياً) من خارج مدينة طرابلس لهذا المركز، والمقصود هنا مرشحه لمركز النقيب مرسي المصري، علماً بأن النقيب شوقي فتفت ليس من طرابلس وإنما من الضنية.

عند الساعة السابعة والنصف مساءً أُعلن عن انتهاء أعمال التصويت وأُقفلت صناديق الإقتراع وبدأ الفرز الإلكتروني لأصوات المهندسين، بعدما تجاوز عدد المقترعين الـ3000 مهندس من أصل 9 آلاف قد سددوا اشتراكاتهم، وهي نسبة مرتفعة إذا ما قيست بانتخابات العام 2021.



شوقي فتفت (إلى اليمين) ومرسي المصري يقترعان




وجاءت نتائج الفرز على الشكل الآتي:

فوز شوقي فتفت بـ1707 أصوات ويكون بذلك هو النقيب الجديد لنقابة المهندسين في طرابلس، بمقابل 1443 صوتاً لمرشح «تيار المستقبل» مرسي المصري، و 45 صوتاً لمحمد زياد الخوري المرشح المنفرد لمركز النقيب. كذلك فاز كل من: محمود الصاج (مستقبل) عن رئاسة فرع الميكانيك، وميشال الفغالي (قوات) عن فرع الكهرباء مع مفارقة تمثّلت بخسارة مرشح «الوطني الحر» ميلاد غنطوس عن الفرع نفسه - وعن الهيئة العامة فاز باسم خياط (عزم)، وسليم نشابة (مستقبل).

وتقع على عاتق المجلس الجديد لنقابة المهندسين في طرابلس والشمال العديد من المهام يأتي على رأسها إعادة الإعتبار للمهندس ودوره وإعادة العمل بالصندوق التقاعدي والتأمين الصحي للمهندسين، وعدد من التقديمات الإجتماعية للمنتسبين والتي خسرها المهندسون منذ بداية الأزمة الإقتصادية التي ضربت لبنان.

بالمحصلة، حرب الأحزاب على ترؤس نقابة طرابلس إنتهت لصالح تحالف (الوطني الحر، العزم والجماعة الإسلامية) على حساب (المستقبل، القوات والمردة)، وفُتح بذلك الباب أمام الفائزين بالمجلس الجديد لتنفيذ ما وعدوا به من شعارات، وأمامهم ثلاث سنوات ليثبتوا الأقوال بالأفعال، وأن ينفّذوا شعارهم الأساسي، بوضع الإنتماء الحزبي على عتبة الباب بعد دخولهم مجلس النقابة.

MISS 3