عام على حرب السودان... الفاشر تُثير قلقاً دوليّاً

02 : 00

تسبّبت حرب السودان في موجة نزوح هائلة (أ ف ب)

يتصاعد القلق الدولي على مصير الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والخوف من اندلاع معارك عنيفة فيها، إذ تُعتبر مركزاً رئيسيّاً لتوزيع الإغاثة والمساعدات، وذلك مع ازدياد وتيرة العنف فيما تحلّ اليوم الذكرى الأولى لاندلاع الحرب في السودان التي سرعان ما امتدّت نيرانها إلى إقليم دارفور، حيث يُسجّل نزوح جماعي وعنف جنسي وعمليات قتل على أساس عرقي.

وتُسيطر قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي» حاليّاً على 4 من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم، ما عدا الفاشر التي تضمّ مجموعات مسلّحة متمرّدة، لكنّها تعهّدت الوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، ما جنّبها حتّى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال بين «الدعم السريع» والجيش السوداني.

والسبت، «اندلعت اشتباكات في غرب مدينة الفاشر» بين قوات الدعم السريع والحركات المسلّحة، بحسب ما أفاد آدم، أحد الحقوقيين السودانيين، وكالة «فرانس برس»، طالباً ذكر اسمه الأوّل فقط، فيما اتّهمت «لجان المقاومة في الفاشر»، وهي مجموعات تطوعية غير رسمية، قوات الدعم السريع، بـ»إحراق 6 قرى في غرب المدينة». كما أعلنت منسّقية النازحين في دارفور أن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل 10 مدنيين وجرح 28» آخرين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان السبت عن «قلقه العميق» إزاء تقارير تُشير إلى «احتمال وقوع هجوم وشيك على الفاشر»، محذّراً من أن «مثل هذا الهجوم سيكون مدمّراً للمدنيين في المدينة» التي تعتبر «مركزاً إنسانيّاً أمميّاً يضمن تقديم المساعدات الإغاثية» في كلّ أنحاء دارفور.

وتتمركز في الفاشر الحركات المسلّحة الموقّعة على اتفاق السلام التاريخي الذي أُبرم عام 2020 في جوبا مع الحكومة المدنية الانتقالية التي تولّت السلطة عقب إطاحة الرئيس الإسلامي السابق عمر البشير. وأبرز المجموعات تلك التابعة لكلّ من حاكم إقليم دارفور مني مناوي ووزير المال جبريل إبراهيم. وقد منع وجودها، قوات الدعم السريع، من شنّ هجومها على المدينة، خصوصاً بعد «مفاوضات غير رسمية» بين قوات «حميدتي» وهذه الحركات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وكشف خبراء لوكالة «فرانس برس» أن هذه المجموعات المسلّحة اضطلعت بدور في جلب المساعدات الإنسانية التي كانت تصل من شرق السودان وكان إقليم دارفور في أمسّ الحاجة إليها.

ونتيجة تدهور الأوضاع في عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت الحركات المسلّحة في بيان الخميس أن «لا حياد بعد الآن»، مؤكدةً أنها «ستُقاتل مع حلفائها والوطنيين وقواتها المسلّحة ضدّ ميليشيات «الدعم السريع» وأعوانها من المأجورين».

وعزت تبدّل موقفها إلى «استفزازات وانتهاكات لميليشيا «الدعم السريع»... وتهديد الحركات المسلّحة ومنع (عناصرها) من التحرّك، وقطع الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية».

MISS 3